بين الموت والسكوت علامات كثيرة، منها الضاحكة والمخيفة، الساذجة والقبيحة، وما أصبحنا نعيشه، أصبح المصريون منقسمين لعده أطياف بروح الفرقاء، طائفة ترى الموت وتبرره، وثانية ترى الموت وتجرى إليه، وثالثة تشاهد الاثنين على الشاشات خلف الأبواب مكتفية بعبارات التحسر.. أتساءل: هل هؤلاء المصريون؟ وتلك حياتهم؟ هل تلك هى الثورة التى تمنوها وحلموا بها كثيرا ؟ هل هذه هى أقصى طموحاتهم؟ دماء المصريين تسيل كل يوم بلا ثمن، سلطات أسهل ما لديها إراقة الدماء وثوار أغلى ما يملكون هو العمر، وشعب يرى ولا يتكلم، وإن تحدث ينطق كما يقول الإعلام المنافق "خونة.. مأجورون.. عملاء.. أجندات خارجية وداخلية"، وكأنه يعشق أن يساق.. هل أصبحنا خونة ومأجورين ونعمل لصالح أجندات؟ هل أصبح الشعب هو الهدام؟ العالم يتحدث عن الثورات، والتاريخ يخلدها، ونحن قمنا بثورة ونلعنها، نطلب التغيير رجاءً لا أمراً وطلباً، الثورات تقوم لإسقاط فساد وظلم وقهر وقمع، ونحن منذ بداية الثورة نرى ذلك كل يوم، وكثير منا يصمت ويطلب السكوت، ويعيش على وهم الاستقرار حتى وإن كان على جثث شهداء يسقطون كل يوم، وآخرون يعشقون الخلاف الذى يستبيح الأرواح وينزف الدماء فى سبيل فوضى يحسبها ثورة، وآخرون يموتون فى سبيل قضية ومطالب، ويصبحون فى غفلة من الزمان من مأجورين، ألا يوجد بيننا رجل رشيد؟ هل أصبحنا شعباً من المأجورين حقاً؟ هل أصبح مفهوم الثورة هو الفوضى؟ للأسف كلنا جبناء وكلنا انتهازيون وكلنا أفاقين وقليل منا السائر على الحق والصراط المستقيم. لا أستثنى أحداً ولا أتهم أحداً، أفيقوا قبل أن نصبح أمواتاً، قبل أن يفوت الأوان ونسترجع 30 عاماً أخرى من السنوات العجاف، أرجوكم كفانا دماءً، أرجوكم لا تصدقوا خائنا أو خادماً لعميل وفرقوا بين الأمين واللئيم أفيقوا يرحمكم الله. نداءات ورسائل عاجلة: المجلس العسكرى: ارحلوا يرحمنا ويرحمكم الله وتذكروا قول الله تعالى "واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله". الحكومة: إذا كنتم على قدر من المسئولية فعلاً أخبرونا من هو الطرف الثالث، ومن هو المأجور وكونوا ولو لمرة حكومة شعب لا حكومة مجلس أو رئيس. البرلمان: إذا كنتم فعلاً جئتم بإرادة الشعب فاحترموا رغبته واعملوه لأجله لا لأجل مصالح أشخاص معينين. الثوار: استمروا فالمؤمن مصاب، ولا يضيع حق وراءه مطالب. حزب الكنبة "الأغلبية الصامتة": إن لم تكونوا مع الثوار فلا تكونوا ضدهم، المأجور ليس من يقدم روحه فداءً، بل هو من يزهق روح النبلاء.