قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الكارثة التى شهدها إستاد بورسعيد بعد مباراة الأهلى والمصرى أمس الأربعاء فضحت حالة الفراغ السياسى التى خلفتها الثورة، واعتبرت الصحيفة أن الأحداث الدامية التى شهدها الإستاد والتى سقط فيها ما يزيد عن 70 قتيلاً هى علامة على مدى تدهور الأوضاع الأمنية منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير الماضى. وتابعت الصحيفة قائلة إن سقوط هذا العدد من القتلى فى مباراة كرة قدم يسلط الضوء على تأثير السياسة على كل الجوانب الحياتية الأخرى فى مصر بعد ثورة 25 يناير، مشيرة إلى أن هذا العنف ذكر بمدى تدهور الموقف الأمنى فى البلاد مع استمرار حالة عدم الاستقرار بعد عام من تنحى مبارك. فاختفاء الشرطة والاستعاضة عنها بالجيش قد أدى إلى أثر على الأمن مع رفض الكثير من ضباط الشرطة العودة إلى العمل بعد الثورة. وأوضحت الجارديان أن بعد بث اللقطات التليفزيونية التى أظهرت قوات الأمن وهى فى موقف المتفرج بينما مشجعو الفريق المصرى يقتحمون الملعب لمطاردة لاعبى الأهلى، تجمع عدد من المشجعين الغاضبين أمام مقر الأهلى للاحتجاج على وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لما شعروا بأنه سقطة أمنية كبيرة فى الإستاد. وأشارت الصحيفة إلى أن البعض يعتقدون أن العنف يرتبط بشكل أساسى بالموقف السياسى. ونقلت عن أحد مشجعى الأهلى خارج النادى قوله إن هناك صلة سياسية كبيرة، فما حدث اليوم لم يكن فقط يتعلق بمشكلة فى مباراة كرة قدم، بل له علاقة بأحداث أخرى فى البلاد. وكان يشير إلى رفع قانون الطوارئ مؤخرا مع استثناء البلطجة، والبيانات الأخيرة من وزير الداخلية محمد إبراهيم عن الحاجة إلى استمرار السلطات الاستثنائية للتعامل مع الحوادث التى لها علاقة بالجريمة. وتحدثت الصحيفة عن انتشار سلسلة مع الحوادث الأخيرة التى تدل على التراجع الكبير فى الأوضاع الأمنية فى مصر بما فيها السطو المسلح على بنك HSBC فى منتصف النهار، وهو أمر لم يسمع به من قبل على حد قولها، والاستيلاء على سيارات نقل الأموال المصفحة. ونقلت الصحيفة التصريحات التى أدلى بها محمد أبو تريكة، لاعب النادى الأهلى والتى قال فيها إن ما حدث لم يكن مباراة كرة قدم بل حرب، والناس تموت أمامه ولا يوجد تحرك أو أمن أو سيارات إسعاف، وطالب أبوتريكة بإلغاء الدورى، واصفاً الموقف بأنه مفزع وأن يوم أمس لا يمكن نسيانه.