أعلن الرئيس السورى بشار الأسد أنه على استعداد للدخول فى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل بمجرد تلقيه إيضاحات حول نقطتين، أولاهما تلقى ضمانات من إسرائيل بالانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان، والثانية رعاية الولاياتالمتحدة للمفاوضات. وكشف الأسد فى تصريحات للكاتب الأمريكى "ديفيد إغناطيوس" عن أنه أرسل وثيقة إلى الإسرائيليين هذا الشهر تبرز بعض النقاط على طول حدود عام 1967. وقال إنه لم يتلق حتى أمس الأول، الاثنين، أى رد من إسرائيل، وقال إن شرطه الثانى للدخول فى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل هو أن تنضم الولاياتالمتحدة إلى المفاوضات كراع لها. وأضاف" إذا كانت إسرائيل تريد سلاما شاملا فعليها أن تبرم ثلاث اتفاقيات للسلام"، مشيرا فى ذلك إلى اتفاقية مع سوريا وأخرى مع حماس وثالثة مع حزب الله. وقال الأسد إنه لا يرغب فى إرسال أية رسائل إلى الرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما ولكنه يعرب عن ثلاثة آمال فى السياسة التى ستنتهجها الإدارة الجديدة فى الشرق الأوسط، أولها ألا يخوض أوباما حربا أخرى فى أى مكان من العالم وخاصة فى الشرق الأوسط، وثانيا أن يرى الإدارة الجديدة تشارك بصدقٍ فى عملية السلام ، ثالثاً، أن تعمل سوريا والولاياتالمتحدة معاً لتثبيت استقرار العراق مع بدء مغادرة القوات الأمريكية. وفى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست" أشار الكاتب ديفيد إغناطيوس إلى أن المساعى الطيبة للرئيس السورى تدلّ على أنه يحكم السيطرة على زمام الحكم بعد أن باءت محاولات إدارة بوش لعزل سوريا بالفشل، حتى باعتراف كبار المسئولين فى البيت الأبيض. وحسب إغناطيوس، فإن هذا يضع الأسد فى موقع قوة بعد تودد الدول الأوروبية إليه، ودخوله فى مفاوضات بوساطة تركية مع إسرائيل. ورداً على سؤال وُجِه إليه فى مقابلة أجريت الاثنين الماضى حول سعى السعودية لتحسين علاقاتها مع دمشق بسبب استشرافها التزاماً أمريكياً مع سوريا فى الأيام القادمة وخوفها "من احتمال أن يغادر القطار المحطة"، قال الأسد فى تصريحاته للكاتب إن القطار ربما يكون قد غادر المحطة بالفعل، مستدركا بأنه مع هذا على استعداد لاستقبال أى مبعوثين كما يرغب فى إقامة علاقات جيدة مع كل دول المنطقة. وعن سؤالٍ حول مستقبل دعم سوريا لحزب الله، أجاب الأسد أن هذه مسألة يتعين على الإسرائيليين ترتيبها فى مفاوضات منفصلة، حيث إن حزب الله يرابط على الحدود اللبنانية لا السورية وكذلك حماس على الحدود الفلسطينية، وعلى الإسرائيليين أن ينظروا فى هذين المسارين للتوصل إلى السلام الذى يريدونه. وبرر الأسد حميمية علاقاته مع إيران بالدعم الذى تلقاه بلاده لحقوقها من قبل طهران، وطالما انتقدت إدارة الرئيس جورج بوش ما اعتبرته دعما ماديا من قبل سوريا لحزب الله فى لبنان وإيوائها لقادة فصائل المقاومة الفلسطينية وسماحها لعبور أعداد من المقاتلين إلى العراق لقتال قوات التحالف هناك، واستبعدت أى تحسن فى العلاقات بين واشنطنودمشق فى ظل استمرار سوريا على هذا الدرب. لكن الأسد يعتقد أن أوباما أكثر تواصلا مع الرأى العام الأمريكى، ومن ثم يأمل فى أن يترجم ذلك إلى تحسن للعلاقات معه، بحسب المقال.