أجرى مسئولون أمريكيون بارزون محادثات مع أحد ممثلى أمير الحرب الأفغانى لفترة طويلة ورئيس الوزراء الأسبق قلب الدين حكمتيار، الذى صنفته الولاياتالمتحدة على أنه إرهابى، حسبما أفاد أحد أقاربه. قال الدكتور غيرت بهير، ممثل حكمتيار وصهره، إنه التقى بصورة منفصلة مع ديفيد بترايوس القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسى "ناتو" فى أفغانستان، والذى يشغل حاليا منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سى أى أيه" وأجرى أيضا محادثات مباشرة فى وقت سابق من الشهر مع السفير الأمريكى ريان كروكر وقائد القوات الأمريكية وقوات التحالف فى أفغانستان الجنرال جون الن. ووصف بهير، الذى أطلق سراحه عام 2006، بعد أن قضى ست سنوات فى مركز الاحتجاز الأمريكى فى قاعدة باغرام الجوية بأفغانستان، محادثاته مع المسئولين الأمريكيين بأنها فى مراحلها الأولى واستكشافية. لكن بهير قال إن المحادثات تظهر بأن الولاياتالمتحدة تدرك أنه بالإضافة إلى الحصول على مباركة زعيم حركة طالبان الأفغانية الملا محمد عمر، وهو منافس لدود لحكمتيار، حتى بالرغم من قتالهما سويا القوات الدولية، فإن أى اتفاق سلام ينبغى أن يكون مدعوما من جانب حكمتيار، الذى لديه آلاف المقاتلين وأتباعهم الذين يتمركزون بصورة أساسية فى مناطق الشمال والشرق. والحزب الإسلامى الذى يتزعمه حكمتيار لديه صلات بتنظيم القاعدة، لكنه فى عام 2010 طرح خطة للسلام تتألف من خمس عشرة نقطة خلال لقاءات غير رسمية مع الحكومة الأفغانية فى كابول، لكن خلال تلك الفترة، رفض المسئولون الأمريكيون الاجتماع بوفد الحزب. وقال بهير خلال مقابلة الأسبوع الماضى فى منزله الفسيح فى أحد الأحياء الفاخرة بالعاصمة الباكستانية إسلام آباد، إن "الحزب الإسلامى واقع لا يمكن لأحد أن يتجاهله، لفترة ما، حاولت الولاياتالمتحدة وحكومة كابول عدم إيلاء قدر كبير من الأهمية للحزب الإسلامى، لكنهم الآن توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكنهم النجاح فى جهودهم بدون الحزب الإسلامى". وفى واشنطن، قالت كايتلين هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومى إنه لا يمكنها تأكيد إجراء تلك المحادثات، لكنها أوضحت أن الولاياتالمتحدة تبقى على "مجموعة من الاتصالات دعما لعملية المصالحة التى يقودها الأفغان". وقال مسئول أمريكى، إن آخر لقاء جرى بين بترايوس وبهير كان فى يوليو تموز من عام 2011 عندما كان لا يزال يترأس قوات الناتو فى أفغانستان. وكان بترايوس قد تولى رئاسة وكالة المخابرات المركزية فى سبتمبر الماضى.
