واحد مفروس

* ما طالبت به النيابة فى نهاية الجلسة الماضية لمحاكمة المخلوع بإعدامه هو ووزير داخليته حبيب العادلى ومساعديه فى قضية قتل المتظاهرين أمراً طبيعياً ومنطقياً، بل الطبيعى أيضاً أن يتم إعدام جميع نزلاء" بورتو طره" فهؤلاء من نهبوا وسرقوا وشردوا العديد من الأسر بخصخصتهم للشركات والمصانع التى كانت تدر الملايين والمليارات للبلد.. هؤلاء من عذبوا العديد من الناشطين السياسيين بالسجون حينما كانوا ينظمون أى مظاهرة للمطالبة بالإصلاح.. كذلك فى عهدهم ارتفعت معدلات الفقر والبطالة وزادت العشوائيات بنسب غير مسبوقة.. فهل هؤلاء لا يستحقون الإعدام والشنق؟
* يتملكنى الغيظ الشديد من استقبال نزلاء "بورتو طره" بحفاوة أثناء نزولهم من سيارات الترحيلات كلما ذهبوا إلى قاعة المحاكمة، وأتساءل.. هل هؤلاء يستحقون ذلك؟ وإذا كنا نتحدث عن العدل، فلماذا نتركهم يمرحون بهذا الشكل ولا تتم معاملتهم مثلما يعامل أى مجرم؟ على الأقل أن المجرم قد يكون قد أرتكب جريمته بحق فرد بعينه أما هؤلاء فارتكبوا العديد من الجرائم فى حق شعب بأكمله .
أما المشهد الأخر الذى يثير استهجانى وغضبى الشديد هو إمساك جمال مبارك بالمصحف الشريف بين يديه أثناء المحاكمة، وأقول له "كنت فين من المصحف لما كان النظام السابق بيسرق وينهب ومش حاسس بأى شىء".. صحيح اللى اختشوا ماتوا.
بصراحة .. مفروس من الحالة التى وصل إليها حال الإعلام المصرى فغالبية الإعلاميين فقدوا مسئوليتهم إزاء هذا الوطن العزيز.. وذلك لسعى هؤلاء لخدمة ملاك الوسيلة الإعلامية لا لخدمة الوطن.. والرأى العام هو الضحية بعدما أصبح مشوشا غير قادر على تكوين رؤية ثابتة بشأن ما يقع حوله.. وإذا ما كنا نريد ديمقراطية حقيقية فلنبدأ بتطهير الإعلام من أولئك الذين يدعون "الثورجية" مع العلم أنهم هم من يحاولون إجهاض الثورة وتشويه صورتها بتغطيتهم المبتورة.. ولا أقول لهم سوى كلمة واحدة " اتقوا الله ستسألوا عن ذلك أمام الله يوم القيامة".