مصر إلى أين؟

فى الذكرى الأولى للثورة التونسية 17 ديسمبر2011 احتفل الشعب التونسى بمرور عام على ثورتهم المجيدة أو كما تسمى ثورة الياسمين .. ثورة فجرها (محمد بوعزيزى) بائع الخضار، عندما أشعل النيران فى نفسه احتجاجًا على الظلم الواقع عليه من قبل رجال الشرطة ومن هنا اندلعت الثورة التى أطاحت بالرئيس المخلوع (زين العابدين بن على).
وخلال هذا العام أنجزت تونس عدة مهام لإنجاح ثورتها بالفعل على أرض الواقع من إقامة انتخابات نزيهة وإنشاء المجلس التأسيسى الذى وضع دستورًا مؤقتاً للبلاد وتشكيل حكومة مؤقتة ومن ثم انتخاب رئيساً مؤقت للبلاد كل ذلك ليضع تونس فى أول طريق الديمقراطية وإنشاء جمهورية جديدة ولدت مع ولادة ثورة الياسمين.
ومن الملاحظ أيضاً أن فى ظل هذه الأجواء السياسية لن تنسى تونس فى احتفالاتها تكريم مفجر الثورة - بوعزيزى - فقد أنشئت نصباً تذكاريًا له وأصدرت طوابع بريد تحمل صورة البوعزيزى وعربته الكارو التى كانت السبب فى اندلاع الثورة.
وها نحن فى مصر على أعقاب الذكرى الأولى لثورة يناير ترى كيف ستحتفل مصر بهذا الحدث وكيف ستكون الأجواء فى هذا اليوم؟؟ وما هى المهام التى أنجزت خلال عام منذ اندلاع الثورة نحن لا نلهث وراء نصبًا تذكريا أو طابعا بريديًا (بالرغم من أن هذه الأشياء تحمل الكثير من المعانى الطيبة والرمزية لثورتنا) ولكن لأننا نختلف حول مفجر ثورتنا ونشكك فى بعضنا البعض.
ومن بين عشية وضحاها نجد الأقاويل تكثر حول الناشطين السسياسين والحركات والأحزاب السياسية المختلفة.. ما نشكر فيه أمس ننتقده اليوم والعكس صحيح.
فدعونا نسعى ونحلم أولا بوحدة ديمقراطية فى بلدنا وبوعى وفكر ناضج يجعلنا نعى أهمية وخطورة هذه المرحلة فى حياة مصر تاركين وراءنا أى مطامع ومصالح شخصية وأحقاد وضغينة ونركز فقط على كيف نبنى مصر وبعدها يأتى الاحتفال بذكرى ثورتنا المجيدة.