فى مسجد «الشيخ غراب» بحدائق القبة وقف الخطيب التابع لوزارة الأوقاف يوضح للمصلين أهمية المصالحة بين السنة والشيعة، وأن الشيعة مؤمنون وعقيدتهم سليمة تماما كالسنة.. لكن على بعد بضعة أمتار بالتحديد فى زاوية «عين الحياة»، انبرى الخطيب الشاب طويل اللحية فى الهجوم على الشيعة محذرا المسلمين من خطر الفكر الشيعى واصفا إياهم بالكفار الذين ارتدوا عن الإسلام وينتظرون الفرصة للفتك بأهل السنة.. تلك المسافة الفاصلة بين هذين الخطيبين وإن كانت صغيرة إلا أنها تعكس فروقا شاسعة بين نموذجين لخطيب الجمعة فى مصر، هما الخطيب التابع للأوقاف والخطيب السلفى، فبرغم أنهما يمتهنان نفس المهنة فإن لكل منهما مذهباً خاصاً به فى خطبة الجمعة يختلف تماما عن مذهب الآخر. ولم يسلم خطباء الأوقاف من هجوم خطباء السلف.. فهم بحسب وصف خالد محمد عفيفى شيخ سلفى شاب - مجموعة من مشايخ السلطة يحلّون ما حرم الله بأوامر من الدولة، ويتخذون من الدعوة وظيفة لزيادة رواتبهم، ويقصرون فى أمر اللحية والنقاب على اعتبار أن كل أمر من النبى ليس بفرض.والمصيبة الأكبر - الكلام مازال لخالد - أنهم لم يدرسوا فى جامعة الأزهر عقيدة أهل السنة والجماعة. تلك الفئة من الخطباء، كما يوضح خالد عفيفى، جهلة بالعلوم الشرعية ويتشدقون بما يقرءونه فى الكتب التى لا يخلو بعضها من الإسرائيليات وهو ما يجعل خطبهم تبدو هامشية لذا ينصرف عنها الناس.