هذى كلماتى الأخيرة اسمعونى.. اسمعونى هذى عباراتى الأخيرة اسمعونى يا رفاقى.. اسمعوا حكاياتى المريرة اسمعوا آهات نبضى تنتحب على غرغرات السريرة اسمعوا قصتى فى الحب تعرفوا كيف للعاصفير النشيطة أن تنتحر فى أحداقى وكيف للأزاهير الموت على ساقى النخيرة آه على زمان يا رفاقى قتل فيه الحب بالرصاص آه على زمان صار فيه القلب مخزنا للذخيرة لا تحزنى يا دمعتى لا تحزنى قد آن لضيك اللامع أن يموت وكلنا نموت يا سنا الشمس المشرقة لا تبكها كثيرا ما الموت إلا تذكرة .................... وهذى قصة بلادى لا تكاد تنتفض من موتها من نزيفها من طعناتهم الخائنة حتى يدس لها السم فى فى الشراب وفى الدواء وفى اللقيمات المكسرة يا بلادى فى حلقى لكى سؤال ما كل هذا الوفاء فيكِ وكيف صار فى بطنك العلاءُ والعماد وسالى ذات الضفائر المعطرة أجيبينى.. أجيبينى قبل دخولى المقبرة لا تيأسى ياأمى لا تيأسى ما الموت إلا تذكرة! عيون الطفل تسألنى هل لنا فى بلادنا ماء أو هواء أو بقايا من أحلام مشردة انحنيت فى البكاء ولم أجب أجيبى يا بلادى الموقرة لا لا تجيبيه قبل أن تفتحى يده المقبضة على السنابل الخضر وبعض ما تبقى من راياتكى الممزقة يا رفاقى هذى كلماتى الأخيرة اعذرونى ما كان لى أن أتجمل وقد كتبتها بسيل الدم وبعض من أطرافى المقطعة