بدأت إيران اليوم السبت تدريبات بحرية تستمر عشرة أيام فى مضيق هرمز، مما يثير القلق بشان احتمال إغلاق أهم ممر ملاحى استراتيجى فى العالم لعبور النفط فى حال اندلاع أى صراع عسكرى بين طهران والغرب. تأتى المناورة العسكرية التى تعرف باسم "الولاية 90" مع تصاعد التوتر بين الغرب وإيران بشأن البرنامج النووى للجمهورية الإسلامية ، ويعتقد بعض المحللين والدبلوماسيين ان الجمهورية الإسلامية قد تحاول إغلاق المضيق اذا اندلعت أى حرب مع الغرب بشأن الاشتباه بأنها تسعى لصنع قنابل نووية، ولم تستبعد إسرائيل العدو اللدود لإيران ولا الولاياتالمتحدة الإقدام على عمل عسكرى اذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات فى الحد من أنشطة إيران النووية. ونقلت وكالة أنباء العمال شبه الرسمية الإيرانية عن حبيب الله سيارى قائد البحرية الإيرانية قوله "تنفيذ قرار إغلاق مضيق هرمز هو بالتأكيد ضمن قدرات القوات المسلحة الإيرانية لكن قرارا من هذا القبيل يجب ان تتخذه السلطات العليا للبلاد." ، وسبق ان أعلنت إيران أنها سترد على اى هجوم باستهداف المصالح الأمريكية فى المنطقة وإسرائيل ،بالإضافة إلى إغلاق المضيق وهو المنفذ الوحيد لدول الخليج العربية للأسواق العالمية. ولم تعط السلطات الإيرانية اى مؤشر على ان المضيق سيغلق خلال المناورات كما انه لم يغلق خلال مناورات سابقة ، وقال سيارى "استعراض القوة الدفاعية وقوة الردع الإيرانية بالإضافة إلى نقل رسالة سلام وصداقة فى مضيق هرمز ..هى الأهداف الرئيسية للمناورة "، مضيفا " ستستعرض أيضا قوة البلاد للسيطرة على المنطقة بالإضافة الى اختبار صواريخ جديدة." وقال سياري، أن "هذه المرة الأولى التى ستغطى مناورات بحرية إيرانية منطقة بهذا الحجم"، موضحا أن هذه المناورات ستسمح "باختبار طرادات جديدة، والتدرب على التنسيق بين السفن العائمة والغواصات لمواجهة القرصنة والارهاب والتهديدات البيئية". وتتولى البحرية الإيرانية مسئولية الدفاع عن المياه الدولية لإيران شرق مضيق هرمز، فى حين يقوم الحرس الثورى الإيرانى بمهمة حماية المياه قليلة العمق فى الخليج ، وقامت البحرية الإيرانية، التى تنحصر تجهيزات قواتها لمراقبة المياه الدولية فى حوالى 6 فرقاطات أو مدمرات و3 غواصات روسية من طراز كيلو، بمضاعفة عملياتها خلال العامين الماضيين فى بحر عمان وخليج عدن، خاصة لحماية السفن الإيرانية ضد هجمات القراصنة الصوماليين الناشطين فى هذه المنطقة. وفى تعليق له على المناورة الإيرانية ، قال اللواء بحرى متقاعد يسرى قنديل، أن المناورة هى استخدام سياسى للقوة البحرية وشىء طبيعى لإظهار قوتها فى البحر ، نافيا أن يكون لدى طهران القدرة على تنفيذ تهديداتها باغلاق المضيق لعدم امتلاكها وحدات بحرية تستطيع السيطرة عليه بحيث تجعل المرور فيه صعوبة من وإلى المضيق. وأشار قنديل ل "اليوم السابع" إلى أن إغلاق المضيق ممنوع دولياً، لأنه يمثل ممر حيوى تمر منه ملاحة العالم وثلث تجارة البترول من العالم والتى تأتى من دول الخليج تعبر من المضيق، إلا أنه فى حالة حرب يمكن أن يحدث فيه تعدى على السفن التى تمر مثلما حدث أثناء الحرب العراقية الإيرانية ، وكانت إيران تهاجم ناقلات دول مجلس التعاون الخليجى الذى كان يدعم العراق فى مواجهة إيران. ولفت قنديل إلى أنه فى حالة حرب بين إيران والغرب المقارنة هنا فى صالح الغرب، ودول الغرب ستقوم بحراسة المضيق ويمنعوا إيران من تدخل فى هذا الموضوع، لكنها تستطيع أن تتعرض للسفن وهو ما لا يعد فى صالحها ومخالف للقوانين الدولية وسوف يجعل للغرب الحق للتدخل لحفظ أمن المضيق.