قال إد حسين، الباحث المتخصص بدراسات الشرق الأوسط بمركز العلاقات الخارجية الأمريكية، إن هناك غضباً كبيراً بين الكثير من الليبراليين والعلمانيين فى مصر، بشأن لقاء السيناتور جون كيرى مع قادة الإخوان المسلمين فى القاهرة يوم السبت الماضى. وتوقع أن يكون هناك غضب مماثل فى واشنطن بين أعضاء الكونجرس من الجمهوريين على هذه الزيارة أيضا، لكنه رأى أن السياسات القديمة الخاصة بعزل الإخوان المسلمين لم يعد من الممكن أن تستمر فى الشرق الأوسط الجديد، رغم عدم تأييده لفكر الجماعة. وفى تعليقه على زيارة كيرى على موقع مجلس العلاقات الخارجية الإلكترونى، قال حسين إن الاجتماع مع القادة العلمانيين فقط من أمثال مرشحى الرئاسة محمد البرادعى وعمرو موسى لا يحقق سوى أرباحا سياسية ضئيلة للغاية للولايات المتحدة، ويؤدى إلى خسارة المصداقية المتبقية لواشنطن لدى العلمانيين فى مصر، لكن من خلال لقاء الإسلاميين، فإن الولاياتالمتحدة تضمن تحقيق مكاسب سياسية على المديين القصير والمتوسط. ومهما كان الأمر غير مستساغ، ومهما كانت الخلافات والشكاوى، يتابع حسين، فإن الإخوان فازوا بما يقرب من 40% من الأصوات فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، وبذلك، فهم قوة سياسية شرعية ومنتخبة. ويمضى حسين فى القول إن الغضب والانتقادات ستأتى فى القريب من قبل الكونجرس ووسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية، والتى ستوصى بضرورة نبذ الإخوان المسلمين. وسيزعم هؤلاء أن الإخوان أيدوا النازيين (وقد فعل من قبل الرئيس السادات الذى كان حليفا لأمريكا، على حد قول الكاتب)، وأنهم معادون لأمريكا وأنهم السبب فى إنشاء حركة حماس، وهو أمر صحيح، لكن الإخوان لا يسيطرون على الحركة الإسلامية ومن الممكن أن تفيد علاقاتهم الوثيقة معها فى التأثير على ما أسماه بإرهاب حماس. وختم الباحث تعليقه بالقول إنه فى الوقت الذى تبنى فيه الولاياتالمتحدة مصداقية مع الإسلاميين، من المهم ألا تنسى حلفاء الغرب فكريا من الليبراليين العلمانيين، وحذر من أن تجاهلهم فى المستقبل يحمل مخاطر بخلق حالة جديدة من العداء العلمانى لأمريكا. وعلى هذا الأساس، يجب أن يتفاعل القادة السياسيون والمدنيون الأمريكيون مع كل الأطراف السياسية الفاعلة فى مصر.