يعتبر قرار الولاياتالمتحدة استئناف الاتصالات مع جماعة الاخوان المسلمين فى مصر تحركا عمليا يعترف بمدى شعبيتها فى مصر بعد الثورة وربما يساعد ايضا واشنطن على التعامل مع حركات اسلامية اخرى فى المنطقة. وتقف الولاياتالمتحدة وراء التحول السياسى فى العالم العربى فى وقت اطاحت فيه انتفاضتان شعبيتان بحليفيها العلمانيين والشموليين من الحكم فى مصر وتونس ويشهد زعيمان آخران فى ليبيا واليمن تمردا دمويا ضد حكمهما الممتد منذ عقود من الزمن.
ومن شأن الاعتراف بالجماعات التى تجد اراؤها قبولا لدى الناخبين حتى وإن تعارضت مع القيم الليبرالية الغربية ان يساعد الولاياتالمتحدة على استعادة زمام المبادرة وضمان بقاء تأثيرها اذا نجح المشروع الديمقراطى المصرى.
وقال شادى حامد مدير الابحاث بمركز بروكينجز الدوحة «الاخوان الآن هم القوة الكبرى فى مصر والولاياتالمتحدة تعرف أنها ستضطر للتعامل معها».
واكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون القرار الامريكى الذى كانت رويترز اول من بثته يوم الاربعاء كما رحب به الاخوان.
ورغم ان الجماعة محظورة رسميا لكن نظام الرئيس السابق حسنى مبارك الذى اطاحت به انتفاضة شعبية ابدى تسامحا معها. وتعتبر الان اللاعب السياسى الافضل استعدادا للانتخابات البرلمانية المقرر عقدها فى سبتمبر المقبل.
وقال الخبير العسكرى المصرى صفوت الزيات «هناك الان نية بين الامريكيين على قبول التعامل مع تيار الاسلام السياسى غير العنيف فى مصر حاليا وقبول وجوده فى السلطة».
لكن التقارب من جماعة تبدى تعاطفا مع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التى تحكم غزة وتتعهد بتدمير اسرائيل سيغضب على الارجح اقوى حلفاء الولاياتالمتحدة فى الشرق الاوسط.
وقال ايتان جيلوبا الخبير فى شئون الشرق الاوسط بجامعة بار ايلان قرب تل ابيب «المحاولة الامريكية للتصالح مع الاخوان المسلمين مشكلة كبيرة بالنسبة لاسرائيل. الاخوان المسلمون هى اكبر معارض لاتفاقية السلام مع اسرائيل.. هناك خطر إلغاء المعاهدة».
وقال جابرييل بن دور وهو محلل آخر بجامعة حيفا انه لا يرى مشكلة لاسرائيل بل فوائد محتملة اذا ساعدت هذه الخطوة واشنطن على تكوين فهم افضل «لكيفية انتظام القوى السياسية فى مصر الجديدة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايجال بالمور «لن ندلى بأى تعليق الان». ولا يزال مسئولون اسرائيليون آخرون اتصلت بهم رويترز يجمعون المزيد من المعلومات.
وكان للمسئولين الامريكيين علاقات غير رسمية منذ فترة طويلة مع شخصيات اخوانية. وحضر بعضها الخطاب التاريخى للرئيس الامريكى باراك اوباما فى جامعة القاهرة عام 2009 والتقى اعضاء بالكونجرس بنواب من الجماعة.
وقد تتطور اتصالات ذات طابع اكثر رسمية واكثر انتظاما الى تعاون مؤقت بشأن قضايا اقليمية اوسع فى ظل تلهف الولاياتالمتحدة على ضمان ان تبقى مصر الديمقراطية على اتفاقية السلام مع اسرائيل.