قال الدكتور مصطفى النجار، وكيل مؤسسى حزب العدل ونائب الشعب عن دائرة مدينة نصر، إن البرلمان القادم يعد خطيرًا جدًا لأنه يحدد مستقبل مصر، لذلك لابد أن يكون متوازنًا ويضم الأصوات المعتدلة التى تضع المصلحة العامة فوق الشخصية والحزبية، وتمثل جميع التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ومنطقة الوسط، وأدعو الشعب المصرى بأن يثق فى شبابه كما وثق بهم كثوار. وأوضح "النجار" أنه كثوار ليس لديهم ما يساومون عليه، حيث كانت الثورة بالنسبة لهم وسيلة لتحقيق الأهداف، مشيرًا إلى أن مرحلة الهدم انتهت، وأن المرحلة القادمة هى للبناء، ويجب أن تسير المرحلتان معًا بالتوازى. وأضاف "النجار" أن المقاعد التى حصل عليها الحزب خلال المرحلة الأولى مرضية، معللاً ذلك بأن الحزب دفع بعدد محدود من مرشحيه، ووعد بتحقيق نتائج أفضل نظرًا لأن القوائم خلال المرحلتين القادمتين متنوعة فى مرشحيها، سواء فى محافظات الصعيد أو بحرى. جاء ذلك خلال مؤتمر لحزب العدل أقيم بجوار حديقة النصر بمدينة بنى سويف، مساء أمس الجمعة، فى حضور الدكتور جمال القليوبى متصدر قائمة الحزب ببنى سويف، وأعضاء القائمة، وسامى جاد الله المسئول السياسى، ووليد عبد المنعم منسق الحزب بالمحافظة، وأكثر من 500 مواطن من مناصرى الحزب. وقال "النجار" إن فوز الإخوان بأغلبية المقاعد فى المرحلة الأولى يعد أمرًا طبيعيًا نظرًا لخبرتهم الانتخابية وقوة تنظيمهم، وأيضًا لأنهم البديل بعد حل "الوطنى"، مؤكدًا على تغير الصورة والمشهد السياسى فى المرحلتين القادمتين، بالإضافة إلى أنه خلال السنوات القادمة، والبرلمان بعد القادم، سوف تتغير الخريطة السياسية، ويميز الشعب بين من يرفع شعارات فضفاضة ومن يسعى للمصلحة العامة، مشيرًا إلى أن هناك استقطابًا بين الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين، لذلك "فضلنا كحزب أن نكون فى منطقة وسط" بالإضافة إلى أن المواطن لا يهمه التصنيف الأيديولوجى للحزب، بقدر اهتمامه بمن يستطيع حل مشكلاته وتحقيق آماله وطموحاته، واصفًا حزبه بأنه حزب الشارع ومصالح الناس، لافتًا إلى أن الحزب خرج من رحم الثورة، وأسسه شباب جهر بصوته فى ظل النظام السابق وقمعه وقهره، ومن الطبيعى أن يجهر بالحق ولا يساوم على مستقبل مصر، و"مثلما كنا فى الميدان سنكون فى البرلمان". وأضاف "النجار" أن الشعب المصرى يعتز بدينه وهويته، ولكنه يرفض أن يتاجر أحد بالدين أو يستغله بشكل خاطئ، مؤكدًا أن الحزب ليس علمانيًا ولكنه لا يستغل الدين فى الوصول إلى أهدافه، بل يحترمه ويقدسه وفى ذات الوقت لا يزج به فى معارك سياسية، موضحًا أن الحزب رفض المشاركة فى حكومة الجنزورى لأن البلاد تمر بمرحلة انتقالية والحكومة المؤقتة لن تستطيع إنجاز الكثير، ولكن الحكومة التى يمكن الانضمام إليها هى التى سيتم تشكيلها عقب الانتخابات الرئاسية. وعبر "النجار" عن سعادته بأن تكون بنى سويف هى محطته الأولى بعد انتهاء من معركة انتخابية قاسية، وفوزه بمقعد مدينة نصر، مشيدًا بدور أبناء بنى سويف خلال ثورة يناير، مطالبًا بالخروج إلى صناديق الاقتراع لتحديد شكل مصر من خلال اختياره لنوابه وأحزابه. ومن ناحيته، أكد الدكتور جمال القليوبى أن الحزب فى بنى سويف تعامل مع جميع المنافسين بمنتهى الرقى والحضارة، ولم ينزع لافتة ولا تهكم بالقول على أحد، موضحًا أنه طالب الجميع بمناظرات لكن أحدًا لم يستجب، مؤكدًا أن مصر تمر بمرحلة انتقال من نظام فاشل ترك لنا إرثًا من الدين الخارجى والداخلى، مطالبًا الشعب بالخروج وعدم التهاون فى الاختيارات الصحيحة، وإعطاء الصوت لمن لديهم حلول سريعة من العلماء والباحثين، لأن لديهم تجارب عملية سابقة مما يجعل حجم الفشل قليلاً.