الشعب المصرى العظيم يقطف أولى ثمار ثورته الآن من خلال إقباله الشديد غير المسبوق على انتخاب أعضاء مجلس الشعب الجديد عقب ثورة 25 يناير المجيدة، ووسط أجواء من الأمن والشفافية والتنظيم والمنافسة الشريفة، تنهى عقودًا من التزوير والسطو على إرادة الأمة، وتفتح أبواب الأمل فى فجر جديد من الحرية والديمقراطية والتمثيل الحقيقى للشعب. فمع بزوغ فجر يوم الانتخابات تفتحت عيون المصريين على أمل جديد، وتطلعت كل الأجيال إلى غد أكثر إشراقًا. إقبال كبير لم تشهده البلاد فى تاريخها النيابى.. وتدفق ملايين المصريين فى 9 محافظات إلى صناديق الاقتراع، وشكلوا سلاسل بشرية طويلة، امتدت لعدة كيلومترات أمام اللجان الانتخابية للإدلاء بأصواتهم، فى المرحلة الانتخابية الأولى التى جرت على يومين، وتنافس فيها 1452 مرشحًا على 112 مقعدًا مخصصة للقوائم الحزبية و2357 مرشحًا على 56 مقعدًا على مقاعد الفردى فى تلك المحافظات. وقد أشادت المتابعات المحلية والدولية والتغطية الإعلامية الغربية بحضارية إجراء الانتخابات التى تؤكد أن هذا الشعب العظيم قادر على تغيير واقعه، وصناعة مستقبله، والوقوف فى وجه أعدائه. ولاحظنا - أيضًا - مشاركة العديد من اللجان الشعبية فى حماية اللجان الانتخابية جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة وقوات الشرطة المدنية، وهو ما يؤكد حرص الشعب المصرى على حماية صوته وصندوقه، إلا أن هذا لا يمنع من أنه تمَّ منع بعض اللجان الشعبية فى محافظات الأقصر والبحر الأحمر والفيوم، ونحن على ثقة فى أن القوات المسلحة والشرفاء من وزارة الداخلية سوف يكونون عند حسن ظن الشعب بهم فى حماية أصواتهم، لضمان نزاهة الانتخابات. ومما ساعد على الهدوء فى اللجان الانتخابية بشكل عام هذا الإقبال الشعبى الكبير الذى كان سببًا أساسيّا فى حماية العملية الانتخابية برمتها، لأنه قطع الطريق على أية تحركات تريد إجهاض هذه التجربة. ومن المشاهد الإيجابية التى تدل على عظمة هذا الشعب الصورة التى تناقلتها وسائل الإعلام وشبكة التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» لمجندين يحملان سيدة مُسنّة على كرسى لتتمكن من الإدلاء بصوتها فى الانتخابات، والشاب الذى يأخذ بيد رجل تجاوز السبعين من عمرة للخروج من اللجنة الانتخابية. وقد أشاد الجميع بخلو العملية الانتخابية من حالات الشغب والبلطجة التى ارتبطت بالانتخابات فى العهد السابق، رغم المحاولات المشبوهة لبعض الشخصيات الإعلامية والقنوات الفضائية التابعة لفلول الحزب الوطنى المنحل التى تروج لصعوبة إجراء انتخابات خلال هذه المرحلة. ووجدنا أن العديد من الخبراء أشادوا بالحالة الأمنية التى تمر بها الانتخابات، مؤكدين أن نزاهة العملية الانتخابية ووعى المواطن هما الحصن الحصين والقوة الأمنية الخفية التى تحمى العملية الانتخابية، إضافةً إلى وقوف قوات الأمن والقوات المسلحة على مسافات متساوية من الجميع. وهذا - بطبيعة الحال - لا يمنعنا من رصد بعض المخالفات والتجاوزات التى رصدتها وسائل الإعلام، منها تأخر بعض القضاة فى الوصول إلى مقار الانتخابات، وتأخر وصول أوراق الانتخاب فى لجان أخرى. إلى الأمام يا شعب مصر العظيم لتحقيق آمالك وطموحاتك بإرادتك القوية وصبرك الجميل وحضارتك الراقية فى اختيار من يمثلك فى برلمان الثورة.