ثورة «اليوم السابع» الصحفية

ترتسم فى «اليوم السابع» خريطة مصرية فريدة.. إنها مصر بكل التفاصيل والقسمات والتوجهات والانتماءات، صحيفة مسكونة بكل المدن والأحياء والأقاليم، ترسمها صور متكاملة الخطوط العرضية والرأسية وخط الاستواء، ليست صحيفة إلكترونية وجريدة ورقية ومؤسسة صحفية فحسب، إنها الشحم واللحم والدم المصرى، هى المصريون المعاصرون الطامحون فى وطن جديد يقهر كل صعاب الدنيا، هى الشباب الثائر على كل أشكال الفساد والقهر والطغيان، هى القاهرة التى تريد أن تنفض عن نفسها كل سمات العجز والكسل وتعلن عن نفسها قوية عزيزة صابرة صامدة.
حين عرفنا بخبر الفوز بجائزة «الفوربس» فرحنا بكل اطمئنان، وغمرتنا السعادة المغموسة بالخوف من هذا النجاح، لقد فازت مصر بالجائزة العربية والعالمية، وهذا وحده كفيل بأن يجعلنا حريصون على الامتياز والتفوق لتبقى مصر هى الفائزة أبدا.
أرادت مشيئة الله أن تأتينا الجائزة فى هذا الوقت ونحن جميعا نترقب كيف نعبر إلى بر الأمان، بعد ثورة أذهلت وأدهشت العالم وصارت مثار إعجاب الجميع، لتكون بادرة خير ونتذوق طعم الانتصارات فى لحظات تاريخية نتوق جميعا شوقا حتى يتنسم كل الشعب المصرى نسائم الحرية والديمقراطية.
من يعرف الكم والكيف والقوة البشرية والمعانى الإنسانية والمجهودات البشرية التى تكتسى وتتحلى بها «اليوم السابع» سوف يقدر حتما أن هذه الجائزة لم تأت من فراغ ولا مصادفة ولم تصادف إلا أهلها، لقد تعلمت فيها أن النصر مع الصبر وإذا عمل أحدكم عملا لابد أن يتقنه، وتدربنا على الغيرة المحمودة والتسابق نحو الأفضل دائما.
فى «اليوم السابع» برلمان مصرى مصغر على مائدة الاجتماعات يجمع كل الأطياف السياسية والأيديولوجيات والأفكار التى تتناقش وتتحاور من أجل الصالح العام دونما انحياز إلا للحق والصواب، وداخل الجريدة تعرف أن القيادة علم وفن وإدارة، وليست مكاتب فخمة وأبوابا مقفلة وانتفاخات ممجوجة، وترى الانصهار بين الكل حتى يتصل الجميع بحبل سرى واحد، روح الفريق ولغة الجماعة وعشق النجاح والتميز.
لقد فازت مصر.. وسعدنا جميعا بالجائزة، هى بشائر النصر وبشارات الأفراح وأعلام السعادة القادمة ترفرف على وطن غابت عنه شمس الريادة.