نظرت إلى عينك فوجدتها مدمعة بدموع هاربة من سجنها بعد أن اشتد حبسها ولكن استطاعت دمعة بعد صراع عنيف مع حراس السجن المنيع أن تسقط على خدى، فتذكرت هذا الإحساس وقد تحقق ما كنت أخشاه؛ أحببتنى وأعلم هذا جيدا. صدق مشاعرك يطاردنى فى كل أحلامى وكل حياتى فهو بدلا من أن يصبح حبا يقوينى أصبح عذابا يطاردنى. هل هذا يدل على قسوة قلبى؟ أم يدل على جفاء مشاعرى؟ أم يدل على قله بصيرتى؟ ربما كل هذا صحيح، وربما كل هذه الأسئلة دارت فى عقلك واخترت أسبابا تريح قلبك .. أحببتنى بكل روحك وبكل قلبك وبكل خيالك وبكل أحلامك .. أحببت وجودى فى حياتك، أحببت الحديث معى وجدت فى حديثى راحتى، وجدت فى عينى سحر اللقا، تبادلت معها تفاصيل حياتك. نظرت إلى العالم من خلال عينى فأصبحت نافذة لكى تضع إطارا لكل صورة تنظرين إليها. وماذا أنا فعلت فى المقابل؟ لاشىء فلم أفعل أقل شىء وهو أن أتركك تحبينى، فمنعتك من هذا الحب، هل معنى هذا أنى أجرحك، أم أنى أحافظ عليك؟ إنى أكرهك أم أنى من كثرة حبى لكى فضلت لك الأفضل؟ كنت دائما أبعد حبك، أمنعك منه، أمنع أن يزيد ويتطور لأنى أدرى الناس بما يفعله الحب بالبشر، ولكن كل هذا بلا فائدة، واستطاع صدق مشاعرك أن يتغلب على قوة رفضى وغموض أسبابى، هل أنا أكرهك؟ هل فعلا أنا متعب من حبك لى؟ هل محاولتى لبعدك عنى دليل على حبى لنفسى؟ أم هى ميل نفسى لحبك؟ لقد أحببتك أكثر من أى حب، صدق مشاعرك أصبح دافعا لصدق مشاعرى تجاهك، أرتاح فى الحديث معك والنظر فى عينك واستخدام عينى لنظرك ورؤية العالم من خلالها، أحببتك أكثر من حبك لى، تمنيت أن أظل طول حياتى بجانبك، ولكن لعلمى بأن هذا صعب وهو لن يتحقق فحاولت أن أبعدك وأن أحارب حبك لى بكل ما أملك، إن أيامى فى هذه الحياة معدودة وأنا أعلم هذا وحاولت أن أمنع حبك لك لا تصبحى وحيدة بعد ذلك، لكى لا يأتى اليوم و تجدى النافذة التى اعتدى على رؤية العالم من خلالها أنها قد أغلقت ولم تفتح أبدا بعد هذا اليوم، ولكن صدق مشاعرك وقوة عاطفتك كانت أقوى بكثير من قوة تفكيرى وبصيرتى. لقد استطعت أن تغيرى مفهومى وأن حياة قصيرة سعيدة خير من حياة طويلة تعيسة وكل هذا وأنت لا تعلمين لماذا أبعد حبك عنى، لماذا أحاربه بهذه القوة، ولكن ثبات حبك لى وصدق كلماتك جعلتنى أهتز وتنازلت عن أفكارى ولكن إلى متى سوف أستطيع إخفاء هذا السر على قلبك، شهر، سنة، سنتين، مهما كانت المدة فقد انتهت، فأنا الآن على فراش الموت بين يديك ودمع من دموع عينيك تسقت على خدى محاولة إخبارى بأنك قد فهمت الآن لماذا كنت أحارب، لماذا كنت أبعد حبك عنى، لخوفى من مواجهة الحياة بعدى، لخوفى عليك من صدمة تأثر عليك باقى حياتك، يا ليتنى لم أفعل هذا ولم أضعف أمام حبك، لا وقت للندم على ما حدث فقد حدث. الآن أطلب منك أن تسامحينى على ما فعلته بقلبك من محاولاتى لبعدك إلى معاناتك فى قربك، فأنا مريض والموت هو علاجى، وتذكرى أنى حاولت إبعادك عنى لكى لا يضرك علاجى. أحببتك يا من ملكت قلبى وفضلت أن تحتفظى به بدلا من موته معى.