لا يمر يوم إلا ونسمع اعتصامات هنا واحتجاجات هناك.. تتعطل الأمور وتتأزم وتزداد سوءا على سوء. ورغم احترامنا الكامل لتلك الاعتصامات إلا أنها على ما يبدو لن تغنى ولن تسمن من جوع، ربما تتحقق المطالب فى رفع الأجور، ولكن سيقابلها ارتفاع موازى فى الأسعار، أى كأنك يا أبو زيد ما غزيت. إن هذه الاعتصامات هى وقف لعجلة الإنتاج وإنهاك للاقتصاد المنهك أصلا بل إنها تشغل ولاة الأمور عن مسائل من الأهمية بمكان من شأنها أن تصب فى صالح هؤلاء المعتصمين لو تحلوا بقليل من الصبر، ولكن من يسمع صوت العقل فى زمن اختلط فيه الحابل بالنابل ولم تعد تفرق بين الغث والثمين. ولأنه لم يعد أحدا من الشعب المصرى لم يعتصم إلا حكومتنا، فأنا من هذا المنبر أناشد المحافظين والوزراء ورئيس الوزراء والمشير أن يعتصموا ردا على تلك الاعتصامات، فهم أصبحوا غير قادرين على العمل وسط هذا الجو الملبد بالغيوم ومن حقهم أن يعتصموا اعتراضا على تلك الاعتصامات. ولك الله يا مصر.. ولن يخيب من يعتصم بجلالك الكريم.. نعتصم بك وحدك ونلجأ إليك ونتوكل عليك ولا حول ولا قوة إلا بك.