هل وصلنا إلى حالة الانفصام والانفصال؟ هل تعلمنا خلال السنوات البالية البلادة.. أو التناحة.. أو كلنا نبغى فقط مصلحتنا الشخصية. من خلال جهدنا الدءوب لتكريم الشهداء، وبل ومحاكمة من تسبب فى قتلهم بل، وأدخلنا بعمد أو عن غير قصد، أو الجرى وراء كل سبوبة أو كل زفة للشهداء إدخال من مات فى أى مكان، أو كان يسرق أو يهجم على أقسام الشرطة، أو مات أمام السجون شهيدا، ونريد تكريمه، ونسينا شهداء الشرطة العساكر الغلابة الذين ماتوا وهم جالسون أثناء الراحة القصيرة أيام المظاهرات فى عربياتهم، وكأنهم فراخ محشورة فى عشة.. وضباط أيضا ماتوا واستشهدوا أثناء قيامهم بواجبهم النبيل وأيضا عساكر الجيش وضباطه فى موقعة ماسبيرو، وكل هذه الأعداد الكثيرة التى لم يذكر عنهم أى شىء، لا فى الصحافة ولا فى الإعلام المنفلت. سؤال: من هؤلاء العساكر والضباط هل جاءوا من كوكب تانى أم جاءوا من بلاد الواء الواء، أم ليست لهم أهالى ليبكوا عليهم الآن، ويتجرعوا مرارة فقدهم، بل الأسى كل الأسى أن إخوانهم فى بلادهم ينكرونهم، ولا يحسبونهم مثلهم. هل سأل سائل منكم أيها الثوار، وركبوا الثورة، أين حق هؤلاء الجنود والضباط المصريين، أنا لا أبكى عليهم ولا أحزن لاستشهادهم، بل أحسبهم مثل كل الشهداء أنهم عند ربهم الذى خلقهم وكرمهم بالشهادة العظيمة، أحياء عند ربهم يرزقون، ولكن حزنى وأسفى على المصريين الذين ينكرون إخوانهم، والذين هم كثيرون جدا ولا إحصاء لهم يبذلون الجهد لحماية الوطن داخلياً وخارجياً، ولا ينتظرون شكراً من أحد. أين حق هؤلاء الشهداء عند الذين يبحثون عن العدل الحق، حسبى الله ونعم الوكيل. كنت أتمنى أن يوجد لدى أخ أو صديق أو ابن من هؤلاء الشهداء، ولكن هم فعلا كذلك بالنسبة لى. اللهم ارحمهم برحمتك وأدخلهم جنتك التى وعدت، وألهم أهليهم الصبر، وفرحهم من أجل أبنائهم الشهداء بغفرانك ربى لهم، وأدخلهم جنتك مع أبنائهم الشهداء، اللهم آمين.