جائزة الحكم الرشيد لرئيس بتسوانا السابق

تشهد مكتبة الإسكندرية الاحتفال السنوى الذى تنظمه مؤسسة "مو إبراهيم" الخيرية الدولية، لمنح جائزة "الحكم الرشيد" فى دول أفريقيا جنوب الصحراء، وفاز بها هذا العام رئيس بوتسوانا السابق فيستس موجاى.
الحديث عن القارة السمراء غالباً ما يرتبط بالفقر رغم ما تزخر به من أرض وبشر وأنهار ومعادن، والحديث عن الحروب الأهلية والصراعات والمتمردين، ربما هو الأعلى صوتاً من الحديث عن السلام والتنمية والاستقرار رغم استقلال دولها.
ويبدو أن أزمة أفريقيا تكمن بالفعل فى حسن القيادة والحكم الرشيد وليس أبداً فى الموارد، وأن أى قائد أو سياسى يمكنه أن يحل تلك المعضلة فهو يستحق الجائزة، ومعها كل الاحترام والتقدير.
تلك هى الصورة الإنسانية الرائعة لشخصية أفريقية تستحق أن توضع فى إطارها المناسب، صورة مناضل لعب دوراً مهماً فى إنقاذ بلاده من احتلال دام ما يقرب من خمسة قرون، وكان أهم ما صنعه لبلاده أيضاً أنه قادها من فوضى الصراعات إلى السلام والديمقراطية، وحولها إلى جمهورية ديمقراطية تتداول فيها السلطة.
حصل عليها العام الماضى جواكيم شيسانو رئيس جمهورية موزمبيق السابق، الذى فاز عن استحقاق بجائزة الحكم الرشيد التى منحته إياها مؤسسة "مو إبراهيم" الخيرية الدولية، والتى تبلغ قيمتها 5 ملايين دولار.
أوردت منظمة مو إبراهيم، "أسباب فوز شيسانو بالجائزة المرموقة، وقالت على لسان كوفى أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة ورئيس لجنة الجائزة:
"إن أعمالاً كثيرة ومهاماً جليلة أداها الرئيس جواكيم شيسانو، أثرت فى اللجنة تأثيراً كبيراً، نذكر منها: جلب السلام والمصالحة والاستقرار الديمقراطى والتطور الاقتصادى إلى بلاده، ناهيك عن قراره بالنزول عن السلطة وعدم ترشيح نفسه لدورة ثالثة رئيساً لموزمبيق مع أن الدستور يسمح له بذلك".
وهو من مواليد أكتوبر عام 1939 فى قرية صغيرة نائية اسمها ماليهس تابعة لمركز شاتيو، فى قطاع يحمل اسما عربيا وتحديدا فلسطينيا "غزة"، وكانت بلاده وقتها مستعمرة تسمى "شرق أفريقيا البرتغالية" وكان أول طالب أسود يلتحق بالمدرسة الثانوية.
أعلام جائزة الحكم الرشيد
الدكتور محمد إبراهيم، الممول الأوحد للجائزة، من مواليد السودان عام 1946، درس علوم الاتصالات وتخرج من جامعة الإسكندرية، ثم نال درجتى الماجستير والدكتوراه فى الاتصالات الجوالة.
تضم لجنة الجائزة مجموعة من الشخصيات الدولية مما لديهم خبرات ومعرفة بأفريقيا، والتزام بدعم التنمية والتطوير فى القارة وهم "كوفى أنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة ومارتى اهتيسارى رئيس فلندا السابق وإيشاه باه ديالو وزير تربية غينيا السابق ونجوزى أوكونجو أويالا وزير خارجية ومالية نيجيريا السابق ومارى روبنسون رئيسة أيرلندا السابقة وسالم أحمد سالم رئيس وزراء تنزانيا السابق والأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الأفريقية.
والجائزة يحصل عليها رئيس الدولة أو رئيس الوزراء الذى تختاره لجنة التحكيم من بين 53 دولة أفريقية جنوب الصحراء.