الألتراس هو الظاهرة الجديدة التى اجتاحت الساحة السياسية المصرية مؤخرا وبات ذكرها مصدر قلق، خاصة أنها أصبحت قادرة على القيام بأفعال تعجز عنها الأحزاب والقوى السياسية، وهو ما اتضح بشكل كبير فى مليونية تصحيح المسار يوم الجمعة الماضى، ففى الوقت الذى أعلنت فيه التيارات الإسلامية رفضها المشاركة، كان الألتراس هو طوق النجاة للقوى المدنية بمساندتهم ومشاركتهم التظاهر. التيارات السياسية رأت أنه على "الألتراس" أن يكون محايدا، ويبتعد عن العمل السياسى، وهو ما يطالب به عبد الغفار شكر، القيادى اليسارى وعضو الجمعية الوطنية للتغيير، معتبراً أن شباب الألتراس موزعون على كل فئات المجتمع، وليس لهم أى علاقة بالسياسية، وأنهم دخلوا السياسة بعد احتكاك الأمن بهم، كما أنهم شاركوا فى الثورة، وتصدوا لموقعة الجمل، ودافعوا عن الميدان فى ذلك التوقيت. واستبعد شكر أن يتم التحالف بين الألتراس والقوى السياسية فى المجتمع لمواجهة الإسلاميين فى الفترة القادمة، لافتاً إلى أنهم مارسوا السياسة عقب احتكاك الأمن بهم فى الأحداث السابقة. ورفض الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد الجديد والمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن يتم توظيف أو استخدام الألتراس فى مواجهة أى تيار سياسى فى المجتمع، لافتاً إلى أنهم شباب مصرى لهم طاقة إيجابية يجب استغلالها وتوظيفها فى خدمة الوطن، لأن شباب الألتراس مثل أى مواطن مصرى لهم الحق فى ممارسة السياسية، وليس فى مواجهة أى تيار سياسى سواء كان إسلاميا أو ليبراليا. وهو أيضا ما رفضه الدكتور محمد أبو الغار وكيل مؤسسى الحزب المصرى الديمقراطى، لافتاً إلى أنه على كل القوى السياسية العمل من أجل الوطن وخدمته وليس إنشاء الأحزاب لمواجهة بعضهم البعض، مؤكداً أن شباب الألتراس نزلوا إلى التحرير بسبب الخلاف بينهم وبين الشرطة. وأضاف أبو الغار أنه يجب على القوى السياسية الاهتمام بفكرة كيفية إقناع الشعب بخدمتهم للوطن، وليس بالخلاف بينهم واستخدامهم للمواجهة، عن طريق استخدام أى فئة سواء الألتراس أو غيرهم. وأوضح أبو العز الحريرى، القيادى بحزب التحالف الشعبى والجمعية الوطنية للتغيير، أنه بصرف النظر عن الألتراس هناك فئات كثيرة غيرهم دخلت الحياة السياسية لرفض القهر وسياسية فرض الرأى، وهم من أسقطوا النظام السابق، كما أنهم لا يرضون أن يكونوا تحت سلطة القوى الإسلامية. وأكد الحريرى أن الجمعة الماضية هى تكرار لجمعة 27 يوليو التى لم تشارك فيها القوى الإسلامية، وأن القوى المدنية هى من فجرت الثورة فى أيامها الثلاثة الأولى، على خلاف القوى الآخرى التى رفضت الثورة، وتحاول الآن أن تركب الموجة، وأن السلفيين لم يمارسوا السياسة إلا بعد سقوط نظام مبارك، موضحاً أنه من الممكن أن يتم التعاون بين القوى السياسية وشباب الألتراس فى الفترة القادمة لمواجهة التيار الإسلامى لمنع تكرار سياسية القهر وفرض الرأى، لأن المجتمع خرج من تلك المرحلة ولا يمكن أن يعود إليها مرة أخرى. وأضاف الحريرى أنه من الوارد أن يتم التعاون بين الألتراس والقوى السياسية لرفض الطوارئ التى فرضها المجلس العسكرى. وأبدى الناشط السياسى الدكتور كمال حبيب قلقه من استغلال بعض القوى السياسية لوجود الألتراس داخل الحياة السياسية، والعمل على توجيههم من أجل مصالح معينة، يتم على إثرها تأجيل الانتخابات كما يتم الترويج له الآن. أما الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى، فقد أكد أن "الألتراس "هو طوق نجاة محايد ليس تابعا للتيار تجاه تيار آخر، ويجب أن يكون كذلك دون أى انتماءات كما ظهر منذ الوهلة الأولى. وأوضح هاشم ربيع ل"اليوم السابع" أن "الألتراس" هو مؤسسة ذات طابع قومى، لذلك لا تسعى إلى الوصول للسلطة كما تسعى التيارات السياسية.