وكانت سببا في اشتعال الأمور داخل استاد القاهرة مما أدي إلي وقوع اشتباكات عنيفة بين رجال الأمن والذين لم يستطيعوا ضبط النفس وبين جمور الألتراس مما أدي إلي إصابة اكثر من 130 شخصا وكان ذلك بمثابة الدافع القوي لمشاركة الألتراس في جمعة 9 سبتمبر وبالفعل كان حضور الألتراس له مفعول السحر في إنجاح جمعة 9 سبتمبر، ولكن هذه المرة لم يكن ألتراس أهلاوي فقط ولكن شاركه الزمالك والإسماعيلي واستطاعوا سد الفراغ الذي تركه الإسلاميون في الميدان ونجحوا في إعادة اكتشاف روح 25يناير من جديد، قوة الإخوان والسلفيين ظهر لها قوة أخري متمثلة في جماهير الأهلي والزمالك والإسماعيلي التي أدخلت نفسها دون أن تدري في اللعبة السياسية، ولكن نتيجة لعدم تنظيمهم وعدم درايتهم بالأمور توجهوا إلي مقر وزارة الداخلية وحاصروها لمدة 7ساعات وقاموا برسم شعارات سب وقذف في حق المجلس العسكري ووزارة الداخلية علي جدران وزارة الداخلية. صلاح الدريني وشهرته صلاح أبو شهد المتحدث الإعلامي لألتراس الزمالك قال إن نجاح الألتراس في الخروج يوم جمعة "تصحيح المسار" بشكل لائق وقوي يرجع إلي أن هناك عاملا مشتركا بين الألتراس والقوي الإسلامية تحديدا وهو التنظيم، وبفضل ذلك نجح اليوم وخرج بالشكل الذي رأيناه بغض النظر عما حدث من تعد علي السفارة الإسرائيلية. الدريني أشار إلي أن الأسباب الرئيسية لنجاح يوم 9 سبتمبر هو إنكار الذات، وأنه لابد للقوي السياسة علي اختلاف ميولها واتجاهاتها من التوحد وإنكار الذات إن أرادت إنجاح أي عمل سياسي في الفترة المقبلة، وأن تكون جميع القوي السياسية متفقة علي أهداف هذا العمل، لأن "الحاجات اللي فيها اختلاف لن يشارك الألتراس فيها". وعن مشاركتهم في الحياة السياسية والحزبية أفاد المتحدث الإعلامي لألتراس الزمالك أن الألتراس به خليط من كافة التيارات والأحزاب السياسية الفاعلة في المجتمع من إخوان وسلفيين وناصريين ويساريين وليبراليين وفيها "اللي مالوش في حاجة خالص"، كوكتيل عجيب يجمع كافة أطياف المجتمع المصري، وبالقطع يتفاعل مع كافة الأوضاع السياسية داخل المجتمع، وليس بالضرورة أن يكون له حزب أو كيان رسمي يتحدث تحت مظلته. وأشار الدريني إلي أن إنشاء حزب سياسي موضوع متشعب وسوف يدخلنا في خلافات جوهرية بالإضافة إلي أننا "مش عارفين" هتكون مرجعية الحزب ده إيه ! أحمد إدريس المتحدث الرسمي لألتراس الأهلي قال إن ألتراس الأهلي لم يذهب للتظاهر أمام السفارة الإسرائيلية ولم يتم القبض علي أحد منهم، وأن ال 10آلاف شاب من الألتراس الذين شاركوا في جمعة تصحيح المسار انصرفوا جميعا بعد الساعة السادسة من ميدان التحرير بناء علي الاتفاق الذي تم بين الألتراس والجمعية الوطنية للتغيير. وعن مشاركتهم في الحياة الحزبية، أشار إدريس إلي أنهم جروب كروي فقط، وليس لديهم أي ميول حزبية، "مينفعش يكون ليهم حزب" لأن هدفهم الأساسي دعم النادي الأهلي. محمد جمال وشهرته "جيمي" وأحد شباب الألتراس أكد أن فكرة إنشاء حزب سياسي مستبعدة تماما، ولم نتطرق إلي هذا الموضوع إطلاقا، ومن جانبه قال أحمد عبدربه عضو المكتب التنفيذي لائتلاف شباب الثورة أن الألتراس قرر هذه المرة أن تكون الثورة ضد جهاز الشرطة وكان أيضا سببا في نجاح مليونية تصحيح المسار. وأضاف فبعد ليلة ساخنة من المواجهات مع رجال الشرطة عقب مباراة الأهلي وكيما أسوان، ظهر الألتراس منذ الصباح أمام أكاديمية الشرطة حيث يحاكم الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجلاه ووزير داخليته حبيب العادلي، وعدد من أركان النظام الأمني. وتابع بلغ عدد شباب الألتراس خارج قاعة المحاكمة نحو 500 فيما بدا أن هناك تنسيقًا مسبقًا بينهم للتجمع، بغرض التعبير عن رفضهم لممارسات الشرطة معهم. ولم يمنح شباب الألتراس رجال الشرطة الذين أحاطوا بمكان المحاكمة فرصة لالتقاط الأنفاس، حيث باغتوهم بهتافات صاخبة تندد بما سموه تواطؤ الداخلية ضد أهالي الشهداء، مطالبين بالإفراج عن شباب جري اعتقالهم خلال جلسة المحاكمة السابقة، وبعد مباراة الأمس. وردًا علي ذلك التزمت قوات الأمن الهدوء الحذر، في ظل تأكيدات من مدير أمن القاهرة اللواء محسن مراد، أن المهمة الرئيسية لرجاله هي تأمين محاكمة الرئيس السابق. الباحث السياسي الدكتور وحيد عبد المجيد يري أن القوي السياسية كانت مكتئبة من قيام الشباب بالاهتمام بالكرة واختزال الوطن في المنتخب، وكان الجميع يحلم أن تتجه طاقات هذا الشباب إلي صالح المجتمع ويهتم بالزراعة والصناعة والتجارة بقدر اهتمامه بمباريات كرة القدم. وأثناء ثورة 25يناير، عاد هذا الشباب مره أخري ولعب دورا كبيرا يوم 25 28يناير ، وكان لهم درو كبير في حماية المتظاهرين في معركة الجمل، لكن بعد الثورة نسيهم الجميع وسرقت بعض القوي دورهم ونسبته إلي نفسها وركبت علي الثورة . وأضاف بعد الظهور المشرف لهؤلاء الشباب في جمعة تصحيح المسار عادوا إلي الساحة مره أخري بكل إمكاناتهم لكنهم ليست لديهم الخبرة والدراية في الأمور السياسية وبالمتابعة من الممكن أن يمتلكوا هذه المهارة بمساعدة القوي السياسية والاحزاب وينخرطوا في الحياة السياسية بكل قوة. وأشار إلي أن اتحاد ألتراس الأهلي والزمالك فاتحة خير وتغيير واضح في المفاهيم لدي هؤلاء الشباب، ودورنا كسياسيين مساعدتهم علي الدخول والمشاركة في الأحزاب الموجودة ، وأن نأخذ بأيديهم للنضال المدني والسياسي السلمي، ولا توجد مشكلة إن أرادوا إنشاء حزب سياسي ينضوون تحت لوائه شريطة أن يبحثوا عن أصحاب الفكر لكي يقودوهم إلي الطريق الصحيح وهذا يخضع لإرادتهم إن أرادوا ذلك.