تابعت وسائل الإعلام الدولية تعليقاتها على أحداث السفارة الإسرائيلية بالقاهرة وإجلاء السفير الإسرائيلى وعائلته ومعه موظفى السفارة، ومن جانبها قالت صحيفة الأوبزرفر أن الدولة اليهودية تواجه أسوأ أزمة فى علاقاتها مع مصر منذ 30 عاما. ووصف الصحيفة البريطانية، فى تقرير على صدر صفحتها الأولى، المجموعات التى اقتحمت السفارة بأنهم غوغائيون، مشيرة إلى أن حصار المبنى لم ينته سوى بعد تدخل البيت الأبيض عقب اتصال هاتفى بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى باراك أوباما. وترى الصحيفة أن ذلك الهجوم يعد أحدث عاصفة دبلوماسية تبتلع الدولة اليهودية التى ازدادت علاقاتها سوءا خلال الأيام التسعة الماضية مع تركيا. غير أنها تواجه تسونامى دبلوماسيا آخر أواخر هذا الشهر فى الأممالمتحدة حيث يتوقع أن تؤيد غالبية البلدان الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأصرت الجارديان أن الدبلوماسيين الستة الذين كانوا محاصرين داخل مبنى السفارة بعد اقتحامها تم إنقاذهم على يد قوات الكوماندوز المصرية عقب تدخل الولاياتالمتحدة من وراء الكواليس. وتشعر إسرائيل بانزعاج شديد إزاء تدهور علاقاتها سريعا مع تركيا على أثر رفضها تقديم اعتذار رسمى عن مقتل 9 نشطاء أتراك فى الغارة التى شنتها القوات الإسرائيلية على أسطول الحرية الذى كان يهدف لكسر حصار غزة فى مايو 2010. كما تخشى تل أبيب من استغلال رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان زيارته للقاهرة، فى تشكيل تحالف مناهض لإسرائيل مع الحكومة المصرية. وقال مسئول إسرائيلى: "إن الوضع مع تركيا ليس جيد، وكذلك مع مصر. ونأمل أن آلا يكون ذلك دلالة على أمور مقبلة". واتفقت صحيفة الصنداى تليجراف مع زميلتها، مشيرة إلى تزايد المخاطر الدبلوماسية الناتجة عن الحادث الذى وقع تحت مسمع ومرأى قوات الأمن المصرية دون تدخل. وأشارت إلى تكهنات بأن السلطات العسكرية سمحت باستمرار العنف واقتحام السفارة لتبرير دورا سياسيا قويا للجيش عند اكتمال عملية الانتقال إلى الدولة المدنية. وتضيف أن السفير الإسرائيلى ودبلوماسى تل أبيب بالقاهرة لم يتركوا خلفهم أنقاض السفارة فقط، لكن أيضا أزمة دبلوماسية من شأنها أن تترك مستقبل الشرق الأوسط فى مواجهة حالة مجددة من عدم اليقين. ومنذ اندلاع الانتفاضات العربية ويخشى مسئولو تل أبيب من رحيل الطغاة الذين دعموا السلام معها ليأت جيل جديد من القادة الذين ليس لديهم خيار سوى التعبير عن الاتجاه الشعبى والذى غالبا ما يكون معد لإسرائيل. غير أن أحداث السفارة أقنعت الكثيرين أن هذا التشاؤم جاء فى محله. وإجلاء موظفى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة يعنى أن إسرائيل لم يعد لديها أعلى مستوى تمثيل دبلوماسى سواء فى مصر أو تركيا، بعدما طردت أنقرة السفير الإسرائيلى. تلك الدولتين التى كانت تعتبر صداقتهما لتل أبيب أهمية إستراتيجية محورية لأمنها. وشبه مسئول إسرائيلى رفيع فى حديثه للصحيفة الحادث بأزمة الرهائن الأمريكيين فى إيران سنه 1979 عقب الإطاحة بالشاه، إذ انه أعترف أنه كانت هناك مخاوف كبيرة داخل إسرائيل من تكرار أزمة السفارة الأمريكية فى إيران حينما اقتحم مجموعة من الغوغاء السفارة فى طهران واحتجزوا 52 دبلوماسيا أمريكيا لمدة 444 يوما. ومثل هذا التفكير يعد انعكاسا لقناعة بعض الأوساط الإسرائيلية أن مصر متجهة إلى الطريق الإيرانى لتصبح دولة إسلامية. فحينما وقعت أزمة الرهائن فى إيران، كانت الحكومة المؤقتة التى تمسك السلطة معتدلة، إلا أنها كانت عاجزة لمواجهة الغوغاء الذين استولوا على السفارة وفى النهاية اضطرت لتسليم الحكم لرجال الدين. وأكد المسئول الإسرائيلى أن هناك كثيرا من أوجه الشبه فى الحالتين إذ كان الوضع فى القاهرة يدعو لقلق حقيقى وجاد.