العتيبى ومبارك

من بين المبررات المستفزة التى طرحها المحامى الكويتى فيصل العتيبى قائد مجموعة المحامين الكويتيين الذين جاءوا إلى القاهرة للدفاع عن الرئيس المخلوع حسنى مبارك، قوله: «جئنا للدفاع عن الرئيس مبارك، لكونه قائدا وزعيما عربيا دافع عن العروبة والحق العربى على مدى تاريخ حكمه، ويعتبر أهم زعيم عربى بعد جمال عبد الناصر، ووقف وقفة حق مع الشعب الكويتى أثناء الغزو العراقى للكويت».
ولا أحد يعرف ما هو سند العتيبى فى هذا الطرح المستفز، فمبارك لا يحمل سجلا فى الدفاع عن العروبة والحق العربى، وهو صاحب تعبير: «الوحدة العربية موضة قديمة»، وأسفرت أفعاله عن كوارث حقيقية، فإذا كان السادات هو المسؤول عن توقيع اتفاقية «كامب ديفيد» مع إسرائيل، فإن مبارك هو المسؤول عن تعريب نهجها، مما أدى إلى قيام الدول العربية بدق باب تل أبيب سرا وجهرا، وتحقيق مصالحات بين بعض هذه الدول وإسرائيل، وشاهدنا مواقفه الرافضة وأفعاله المضادة لأى نوع من المقاومة المسلحة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى، بل مشاركته لإسرائيل فى حصار غزة، ولم يعد سرا كم الدموع التى يذرفها قادة إسرائيل على مبارك وأيامه، والتى عبر عنها أكثر من مرة الوزير الإسرائيلى السابق بنيامين بن إليعازر.
مبارك لم يعرف قيمة عروبة مصر، فصغر بها أمام العالم وإسرائيل، ولأن موقع مصر وقيمتها أكبر من فهمه، فهو يتحمل مسؤولية إدخال الصهاينة إلى الفراش العربى، وهو ممن ينطبق عليهم قول الشاعر العراقى الكبير مظفر النواب: «القدس عروس عروبتكم .. فلماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى غرفتها.. ووقفتم خلف الباب تسترقون السمع لفض بكارتها.. أولاد القحبة لا أستثنى منكم أحدا».
مبارك يا أستاذ عتيبى جعل من العروبة مضغة تحت الأسنان، بسبب مباراة كرة قدم خسرتها مصر مع الجزائر، وجعلها مسخرة لأنه لم يقف فى صف الكويت ضد الغزو العراقى عام 1990 لأسباب عروبية مبدئية، وإنما لأن أمريكا أرادت ذلك.. ففعل هو.
ولكل الأسباب السابقة لا يصح يا أستاذ عتيبى، أن تضع مبارك فى ترتيب تال لجمال عبدالناصر، فالأول خلعه الشعب المصرى بإرادته، أما عبدالناصر فقد رفض المصريون والعرب تنحيه فى 9 و10 يوينو عام 1967، وخرجوا بالملايين فى جنازته يوم 28 سبتمبر 1970.