أتوجه صباحاً وبصفة يومية إلى عملى.. وأقوم بركوب مترو الأنفاق بصفة يومية أيضا.. بما يعادل خمسة مرات أسبوعياً.. لذلك فلتسمحوا لى بالكشف عن بعض الجوانب النقدية فى محطات المترو.. والتى يجب التخلص منها سريعاً إن كنا ننوى الارتقاء بأسلوب حياتنا.. فالمترو ليس مجرد وسيلة مواصلات.. ولكنه أصبح مزاراً سياحياً للقادمين من خارج مصر.. هل تعلمون لماذا؟؟ لمشاهدة الكم الهائل من المتسولين والباعة الجائلين الذين ما إن فاضت بهم بعض المناطق والميادين العامة.. وبعد أن قام الجيش بإجلائهم عن ميادين التحرير ورمسيس ودار السلام والجيزة والعديد من المناطق الأخرى.. حتى اتخذوا من محطات المترو ملاذا لهم تحت سمع وبصر من موظفى أمن المترو الذين لم توجه لهم تعليمات منذ شهر أبريل الماضى، وحتى الآن بالتعامل مع هذه الآفة التى تنهش مجتمعنا فى صميم أعماقه.. وبدلاً من ذلك تبنت الهيئة العامة لتشغيل المترو حملة تقوم بالترويج لها عن طريق الإذاعة الداخلية لبعض المحطات.. حيث تناشد مرتادو المترو بعدم التعامل مع الباعة الجائلين داخل العربات الجانب الآخر هو ما تشاهده عندما توجه بصرك للكراسى المتواجدة داخل عربات المترو فى أى وقت من اليوم.. ستفاجأ بأن جميع الجالسين من السيدات.. سواء فى عربات السيدات.. أو القاطرات المشتركة.. وهى ليست بالظاهرة السيئة.. ولكن إن أمعنت التفكير ستجد أن السيدات يقمن باستقلال القاطرات المشتركة عن عمد.. وحينما فطنت لهذا الأمر استجمعت جرأتى وسألت إحدى زميلاتى فى العمل عن السبب!! حقيقة أنها لم تنكر ما سبق ذكره من أنهن يتعمدن ركوب القاطرات المشتركة، وذلك لعلمهن بأن من يقمن بركوب عربات السيدات لن تقم إحداهن لتجلس أخرى مكانها.. سواء كان بسبب حالتها الصحية أو اعتبارا لعامل السن.. أو على الأقل من الناحية الذوقية. أما العربات المشتركة فلن تواجه إحداهن مشكلة فيها نظرا لطبيعة الرجل المصرى الذى يأبى أن يرى بنتا أو امرأة أو سيدة أياً كان عمرها إلا وسيدعوها للجلوس مكانه.. وهو الجانب الإيجابى فى الموضوع. أخيرا أدعو إدارة مترو الأنفاق أن تقوم بتعيين عدد أكبر من موظفى أمن المترو للحد من ظاهرة التسول والباعة الجائلين اللتين نعانى منهما كثيراً.. كما أدعوها لزيادة عدد الكراسى بعربات السيدات.. أو أن تخصص لهن عربة ثالثة وأن تعمل جميع عربات السيدات حتى المساء وليس حتى الخامسة فقط.. حتى نعطى كل ذى حق حقه ويتمتع الرجال بالجلوس فى عرباتهم خاصة أننى بدأت ألاحظ رجالا من كبار السن يقفون فى عربات المترو بدون أن يتطوع أحد الجالسين بترك مقعده لهم.. بسبب كثرة النساء فى العربات المشتركة. أعتذر إن أطلت.. وأتمنى أن أكون اختصرت.. والسلام ختام.