حدث تاريخى بكل المقاييس، يكاد يقترب من وصف المعجزة.. أن يتسيد أمريكى أسود لأول مرة البيت الأبيض الأمريكى قاطعاً مسيرة 200 عام من التمييز العنصرى بأشكاله وفنونه المختلفة والمتنوعة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. سيظل يوم 4 نوفمبر فاصلاً، ليس فى التاريخ الأمريكى فحسب، وإنما فى تاريخ البشرية جمعاء، فى ظل انتخاب باراك أوباما المرشح الأسود ذى الجذور الأفريقية رئيساً لأكبر دولة فى العالم، فى ثورة بيضاء كما أطلق عليها الكثير من المراقبين والمؤرخين لم تكن لتحدث إلا عبر صناديق الاقتراع. أوباما الذى قلب الصورة رأساً على عقب وحول ولايات جمهورية حمراء كانت بمثابة معاقل للجمهوريين (والعنصرية الرافضة للمساواة على أساس العقيدة واللون والجنس) إلى ولايات زرقاء (ديمقراطية) تعترف بحق الآخر فى العيش بحرية وكرامة بغض النظر عن أية اختلافات. أوباما الذى جسد ذروة كفاح مرير وعنصرى من أجل نيل حقوق السود بدءا من الرعيل الأول للسود الأمريكيين الذين دفعوا أرواحهم على مذابح العنصرية البيضاء، مروراً بزعيمهم مارتن لوثر كينج، وليس انتهاء بأوباما نفسه الذى لم ينج من ممارسات عنصرية مباشرة فى طريقه إلى البيت الأبيض، تمثلت فى محاولتى اغتيال أثناء حملته الانتخابية، وربما تتهدده ثالثة قد تفضى بالحلم الأسود إلى أن يصبح كابوساً دموياً. موضوعات متعلقة 3 صدمات محتملة بانتظار العرب فى عصر أوباما أوباما برجماتى لا تتحكم فيه عقدة اللون