بتوجيهات من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، ستنظم وزارة التراث والثقافة العمانية ندوة موسعة عن الروائي الكبير نجيب محفوظ في منتصف نوفمبر القادم يشارك فيها عدد من المفكرين العرب.. وقال الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل الوزارة ان الوزارة ستعمل جاهدة لخروج هذه الندوة بالمستوي اللائق، فهي تأتي بتوجيهات من السلطان قابوس اضافة إلي أنها تتحدث عن أديب بمستوي نجيب محفوظ الذي يعد قامة أدبية عربية كبيرة لها بصماتها علي الأدب طوال عقود طويلة، واحتفاء سلطنة عمان بنجيب محفوظ يشكل لفتة عمانية تجاه رجل خدم الثقافة العربية انطلاقاً من أن تكريم عباقرة الثقافة يمثل وفاء لما انجزوه وقدموه حضارياً ومعرفياً.. ندوة نجيب محفوظ ستعقد تحت مظلة برامج مسقط عاصمة الثقافة، حيث ستقام في السلطنة مجموعة فعاليات كبري خلال الاشهر القليلة القادمة: ستبدأ بأسبوع عماني في تونس الاسبوع المقبل، وستتبعه اربعة أسابيع ثقافية عربية في سلطنة عمان أولها الاسبوع الجزائري "من 1 إلي 7 نوفمبر"، المغربي "من 25 30 نوفمبر"، الإماراتي "من 9 14 ديسمبر"، اليمني "نهاية ديسمبر". وستستضيف سلطنة عمان أيضاً يومي السابع والثامن من نوفمبر اجتماع وزراء الثقافة العرب، وأضاف المعمري: أن تكريم المبدعين العمانيين سيتزامن مع إعلان الفائزين بجائزة السلطان قابوس للإبداع، مشيراً إلي تسلم الوزارة موافقات عدد من الاسماء الكبيرة للمشاركة في لجنة تحكيم الجائزة، مؤكداً أن الاسبوع الاول من اكتوبر سيشهد حفل توقيع ما بين 20 و30 اصداراً عمانياً وسيكون هناك حفل آخر في نهاية ديسمبر.. من جانبها، أعلنت وزارة التراث والثقافة العمانية ان الاوساط الثقافية العربية والدولية بفقدها الأديب والمفكر الاستاذ نجيب محفوظ قد فقدت واحداً من رواد الحركة الثقافية والأدبية استطاع بفن وليد أن يقدم للانسانية جمعاء وليس للعرب وحدهم صورة أخري عن أن الابداع ليس مرتبطاً بزمن أو بمكان أو بمحددات سابقة بل ان الانسان في أي مكان وأيا كان باستطاعته أن يقدم الجديد وغير المألوف ما يعلق في الفؤاد والفكر علي مر الأيام كما فعلت رواياته في ذاكرتنا التي ستواصل خلودها في ذاكرة الأيام المقبلة.. وأضافت: ان الاستاذ نجيب محفوظ الذي وافته المنية يعد علامة بارزة في مسيرة الأدب العربي الحديث حيث استطاع عبر نتاجه الادبي الغزير ان ينقل كتابة الرواية العربية من مرحلة التجربة والتأثر إلي مرحلة النضج متخذاً من تاريخ بلده ووقائع الحياة اليومية لبيئته بهمومها وتناقضاتها وشخصياتها البسيطة مادة ثرية لتجربته الروائية، واستطاع بهذا الطابع الخصوصي ان يصل بالرواية العربية إلي المستوي العالمي متوجاً بذلك مسيرته الثرية بالحصول علي جائزة نوبل للآداب في عام 1988.. وأشارت إلي أن الأديب العربي العالمي نجيب محفوظ قدم للثقافة العربية فتحاً ابداعياً متميزاً تمثل في تجربته الروائية التي عندما بدأها كان وحيداً بها ولم يكن وقته وقت سرد أو روايات ولم تكن ساحة ذلك الوقت ناشطة في هذا المجال ولكنه أسس برواياته العديدة التي بدأت في الصدور منذ اواخر الثلاثينيات من القرن العشرين فن هذا الزمان الذي نحن فيه "الرواية" انه فعلاً كان شيخ الرواية العربية وعميدها وفارسها الأول ولذلك حقق ما لم يحققه أي أديب آخر، حيث حاز علي تلك المكانة العالمية التي توجت بجائزة نوبل في الآداب ليرسخ مجهودات العرب في مجال الابداع وبالأخص في مجال الرواية التي اصبحت اليوم ديوان العرب الحاضر.. وقالت الوزارة ان الاستاذ نجيب محفوظ كان أديباً متواضعاً ظل مخلصاً لبيئته ومكانه الذي عاش فيه والذي نقله للعالم اجمع وليس للقارئ العربي فحسب.