"أشعر بالفخر، فهو يوم تاريخى بالنسبة لى وبالنسبة لكل الأمريكيين. فاليوم تنتقل السلطة سلمياً من رئيس إلى آخر".. هذه الكلمات خرجت بعفوية من أيلن جونسون المواطن الأمريكى أثناء حضوره عملية تصويت الجالية الأمريكية التى أقامتها السفارة الأمريكية بالقاهرة فى فندق جراند حياة. وضمت عملية التصويت العديد من الحضور سواء من الجالية الأمريكية أو من الشخصيات العامة من الإعلاميين والصحفيين وأعضاء مجلسى الشعب والشورى والمحافظين. وقررت السفارة نقل حمى المنافسة بين مرشحى الرئاسة الأمريكية للقاهرة، فنظمت خلال الاحتفال مسابقة بين فريقين عبروا عن توجهات كلا الحزبين (الجمهورى والديمقراطى) وحظيت باهتمام وإعجاب الحاضرين. وسأل اليوم السابع السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى حول غياب قضية الضغط على مصر فيما يتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، بالرغم من احتدام الجدل والمنافسة بين قضايا وبرامج المرشحين تجاه قضايا الشرق الأوسط (إيران – العراق – باكستان – أفغانستان)، فأجابت "إذا أردتم معرفة كل ما يتعلق ببرامج المرشحين، فعليكم الدخول على مواقعهم الانتخابية"، وهو ما يعد تهرباً من الإجابة حتى لا تتورط فى تصريحات هجومية على النظام المصرى مرة أخرى. وبعد فاصل من الرقص، بدأت سكوبى كلمتها بتوجيه الشكر للجميع على مشاركتهم فى الاحتفال بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ال56، وأشارت إلى أن المواطنين الأمريكيين يقومون الآن بالتصويت فى الولايات الخمسين، ومقاطعة كولومبيا، بالإضافة إلى أعضاء الكونجرس، بجانب الاستفتاء على العديد من القضايا المهمة، كما يصوت المواطنون أيضاً على اختيار العمد فى المدن الصغيرة، وأيضاً لاختيار مجالس إدارة المدارس ومأمورى الشرطة. وأوضحت سكوبى أن النتائج الأولية للانتخابات سوف تصل فى حوالى الساعة الثانية صباحاً، بعد أن تغلق بعض الولايات الواقعة على الساحل الشرقى للولايات المتحدة صناديق الاقتراع، واستطردت سكوبى "على الرغم من أننا لا نعلم بعد من الفائز، إلا أننا على يقين من بعض الأمور.. إننا نعلم أن عدد الأمريكيين الذين يدلون بأصواتهم فى هذه الانتخابات يفوق كافة الإحصائيات السابقة. فلقد منحتنا برامج التصويت المبكر فى 34 ولاية ومقاطعة كولومبيا الدليل على ذلك. وفى كل الأحوال فإن الخبراء يتوقعون أن يصل عدد المصوتين إلى 125 مليون أمريكى وهو ما يعد ضعف عدد الناخبين فى كل الانتخابات السابقة". وأرجعت السفيرة سبب ارتفاع نسبة المشاركة فى عملية التصويت خلال هذه الانتخابات، إلى أنه للمرة الأولى يتوقع أن يحتل أمريكى من أصل أفريقى أو امرأة أحد منصبى القمة فى الحكومة الأمريكية، وهو ما جعل سكوبى تصف نتائج الانتخابات أيضاً ب"التاريخية" موضحة أن "غداً سيشهد بدء أحد التقاليد الأمريكية ألا وهى (التداول السلمى للسلطة)". "الشراكة المصرية – الأمريكية" قضية هامة وحساسة، لم تغب عن خطاب السفيرة الأمريكية قائلة إنها "ستظل قوية وحيوية، وسوف يضع الرئيس الأمريكى القادم – كما فعل الرؤساء السابقون له – دور مصر فى حماية المنطقة ودعم السلام والاستقرار بها فى الاعتبار، ليعلم أى رئيس أمريكى أهمية الوقوف معاً ليس فقط لمواجهة الأخطار المشتركة، ولكن أيضاً لدعم المصالح المشتركة". هذه كانت آخر جملة ختمت بها السفيرة مارجريت سكوبى، لتؤكد وتشدد على شئ واحد رغم زحمة واحتدام كل القضايا السابقة – وهو "المصالح والشراكة المصرية – الأمريكية".