وقفت سيدة بيضاء مع شابة سوداء على أحد الأرصفة تحملان لافتة زرقاء كتب عليها بالأبيض "أوباما بايدن" وأخذتا تلوحان إلى السيارات المارة، فيما ظلت الابتسامة مرتسمة على وجهيهما إذ كان ركاب السيارات يردون التحية فى الغالب بأفضل منها. وهاتان السيدتان جزء من جيش يضم ملايين المتطوعين الذين يفخر بهم مسئولو حملة باراك أوباما والذين قرروا اقتطاع أجزاء كبيرة من وقتهم خصوصا فى الأسبوع الأخير قبل الانتخابات من أجل مساعدة المرشح الديمقراطى على الوصول إلى البيت الأبيض. وفى مقر حملة أوباما الانتخابية فى مدينة أرلنجتون فى ولاية فرجينيا التى لم يفز بها أى مرشح ديمقراطى منذ عام 1964، كان عشرات المتطوعين يعملون كخلية نحل الأحد. وعند مدخل المقر، وقفت شابة فى الخامسة والعشرين من عمرها تبدو متمرسة فى مهامها كمتطوعة لتستقبل المتطوعين الجدد الذين وقفوا فى طابور منظم، وسألت أحدهم: هل تريد المشاركة فى إجراء الاتصالات الهاتفية هذا المساء، فأجاب الشاب بنعم فدلته على طاولة أمامها على الفور وتسلم قوائم بأسماء الناخبين ليقوم بالاتصال بهم والتيقن من أنهم سيتوجهون إلى مكاتب الاقتراع وسيعطون أصواتهم لباراك أوباما. عشرات مثله يجلسون فى هدوء ويؤدون المهمة نفسها بلا كلل فيما ينكب آخرون على أجهزة الكمبيوتر لاستخراج البيانات ومتابعة متطلبات الحملة، بينما تقوم فرق من المتطوعين أيضا بزيارات ل"طرق الأبواب" يتنقلون خلالها من منزل إلى منزل فى أحياء المدينة المختلفة. ويدعو أوباما فى كل جولاته الانتخابية منذ أسبوع أنصاره إلى مواصلة الجهد بل مضاعفته ويؤكد "لا مجال للراحة الآن .. مع كل هذه الرهانات المطروحة على الطاولة" وذلك فى إشارة إلى أن الاختيار، كما يقول دوما، هو بين التغيير واستمرار الأمر الواقع بعد ثمانى سنوات من السياسات الفاشلة فى عهد جورج بوش. أمريكيون من كل الأعمار والمستويات الاجتماعية، بيض وسود، لا بل ناشط بريطانى أيضا ضمن المتطوعين فى حملة أوباما. وكما أن مشاربهم مختلفة فان حماستهم للرجل، الذى سيكتب اسمه فى صفحات التاريخ الأمريكى كأول أسود يترشح للرئاسة حتى لو لم يفز بها، تنبع من دوافع مختلفة، وإن كانت كلها تصب فى الأمل فى التغيير. ويقول مارك جاتلسون وهو شاب فى الثامنة والعشرين من عمره جاء من بريطانيا خصيصا للمشاركة فى حملة أوباما "لست وحدى (...) هناك ناشطون آخرون أتوا من بريطانيا مثلى وهناك من جاء من ألمانيا أيضا". ويؤكد انه أراد المشاركة فى حملة أوباما، لأن التغيير فى أمريكا يعنى التغيير فى العالم أجمع، وأنا أظن أنه سيتبنى سياسات أفضل للعالم فى مجال التغييرات المناخية ومكافحة الإرهاب وفى المجال الاقتصادى وهذه كلها مشاكل عالمية مترابطة تمسنا جميعا. ويتابع هذا الناشط الذى ينتمى إلى الحزب الليبرالى الديمقراطى فى بريطانيا "أؤيد أوباما لأننى أشعر أننا بحاجة إلى زعيم من العالم الحر يجلس ويتحدث مع القادة الآخرين لحل المشكلات الدولية". وتأتى سيندى ووف وهى ربة منزل فى الخامسة والثلاثين من عمرها للمشاركة فى حملة أوباما كلما أتاح لها وقتها أى مرتين أو ثلاث مرات فى الأسبوع، وتقول إنها تدعمه لأنه ضد الحرب وقد رأينا كيف أن حرب العراق أساءت لصورة الولاياتالمتحدة فى الخارج وقد سئمنا الحرب ولا نريد لأبنائنا ولا لأبناء الدول الأخرى أن يقتلوا. وتضيف "نريد أن نستعيد احترام العالم لنا فهذه مسألة مهمة للغاية كذلك". أما مارى فينجر وهى محاسبة متقاعدة فى الثانية والسبعين من عمرها فتأتى كذلك بعد الظهر إلى المقر الانتخابى للمرشح الديمقراطى مرتين فى الأسبوع. وتستطيع فينجر رغم تقدمها فى العمر المساعدة فهى تتولى بيع الشارات والقمصان التذكارية التى تحمل اسم وصورة أوباما. وتؤكد فينجر أنها تتمنى أن يفوز أوباما لأنها ترى أن موقفه ورؤيته للولايات المتحدة وللعالم مختلفة وهو يريد تغييرا حقيقيا إلى الأفضل فى كل شىء ويريد خصوصا تحسين علاقات الولاياتالمتحدة فى العالم. ويفسر العديد من المحللين نجاح باراك أوباما فى إلهاب حماسة الكثير من الأمريكيين بتمكنه من تقديم نفسه كرجل من خارج المؤسسة السياسية الرسمية، ويشيرون إلى أن معارضته الصريحة والدائمة لحرب العراق كانت السبب الأول وراء المصداقية التى حظيت بها دعوته إلى "التغيير". موضوعات متعلقة.. ◄ وزير الدفاع الإيطالى الأسبق يتهم ائتلاف اليمين بتأييد أوباما ◄ بوش يتابع باهتمام المعركة الانتخابية ◄ لغز أوباما يكشفه صحفى بلوس أنجلوس تايمز ◄ كوبا:واشنطن بحاجة إلى رئيس مثقف وليس مجنوناً ◄ عشرات الأندونيسيين يسعون لشراء منزل أوباما بجاكرتا ◄أوباما وماكين يكسران التقاليد الانتخابية ◄انتخابات البيت الأبيض: الأمريكيون يحددون موقفهم من الإجهاض والمثليين ◄ بدء تصويت الأمريكيين بالخارج وأعلى نسبة إقبال منذ الستينيات ◄ أوباما وماكين ينهيان الطريق الطويل للسباق إلى البيت الأبيض ◄ استطلاع للرأى يظهر تقدم أوباما 11 نقطة على ماكين عشية الانتخابات ◄ سيناتور جمهورى: ماكين يواجه وضعاً صعباً فى الانتخابات الرئاسية ◄ سيناريوهات كتاب بريطانيين لليوم التالى للانتخابات الأمريكية ◄ علماء فلك هنود يتوقعون فوز أوباما .. لكن حياته فى خطر ◄ فيلمان عن الانتخابات الأمريكية على شرائط دى فى دى ◄ الأمريكيون يتخوفون من خلل يصيب نظام الاقتراع الإلكترونى نظراً لشدة الإقبال ◄ ساسة روس يفضلون فوز أوباما فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ◄أمريكا تحبس أنفاسها مع بدء العد العكسى لانتخابات رئاسية تاريخية ◄أوباما يقترب جداً وماكين يستعين بأرنولد شوارزنجر! ◄كيف ينتخب الأمريكيون رئيسهم؟ ◄أنظمة التصويت السارية فى الولاياتالمتحدة ◄صلاحيات رئيس الولاياتالمتحدة ◄زوجان أمريكيان يقطعان مسافة 15 ألف كلم للتصويت فى الانتخابات الرئاسية ◄النيويورك تايمز: أوباما يعيد الحقوق السياسية للأمريكان السود ◄فى 20 يناير ظهراً ينهى بوش ثمانى سنوات من المحن ◄هل تكون سيندى ماكين سيدة البيت الأبيض الجديدة؟ ◄أم ميشال أوباما هى التى ستفوز؟ ◄الأمريكيون المقيمون بالقاهرة: الحلول الاقتصادية ورقة الترجيح فى الانتخابات