عفوا سيد أوباما

عندما حدثت أحداث إيلات وفى نفس الوقت تقريبا تم استشهاد الجنود والضابط المصرى على الحدود.. تقدم السيد أوباما لإسرائيل بفائق الأسى والعزاء على ضحايا الانفجارات فى إسرائيل وهبت السيدة هيلارى لتوجه مصر فى أن تؤمن سيناء وتزيد من اهتمامها بالأمن حفاظا على أمن إسرائيل وسلامة الأرواح الإسرائيلية الغالية، فى حين لم نر منهم أى إيماءة أو إشارة للشهداء المصريين الذين طالتهم طلقات الغدر من عدو اعتاد على الخيانة والطعن من الخلف، دون مراعاة لإنسانية أو معاهدات أو اتفاقات.
هذا هو السيد أوباما الذى هللنا وكبرنا وطارت بنا الدنيا فرحا عندما فاز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، والذى زار مصر وفضل أن يكون خطابه للشرق الأوسط كله والدول العربية منها، وقد زار أثمن وأعرق أماكنها وانبهر بتلك الحضارة وخاصة عندما زار مسجد السلطان حسن كأحد آثار مصر الهامة ليدرك أن مصر دولة عريقة ذات حضارة أصيلة، وليست دولة كأمريكا تاريخها كله لا يتخطى مائتى سنة، أو دولة قامت على ركام ودماء شعب بأكمله كإسرائيل، عمرها ستون سنة، إننا يا سيد أوباما مصريون عظماء تتحدث عنا حضارتنا التى تخطت آلاف السنين فالمصرى غالى كريم المنشأ والتاريخ والعزة والكرامة يا سيد أوباما.
نحن لا نستحق التجاهل مقابل حفنة من جنود محتلين.. غاصبين.. غادرين.. يقطنون وطنا مغتصبا يسبحون فيه على بحر من الدماء بمساندة دول كبرى تعتبر المغتصب والمحتل شهيدا، بينما صاحب الأرض تعتبره إرهابيا عندما يبحث عن حقه ويدافع عن أرضه.
لقد سئمنا الكيل بمائة مكيال، وننتظر الحكومة تلو الأخرى والانتخاب تلو الأخرى منذ عشرات السنين لننتظر أن نتسول السلام ومحاولة استجداء حقوقنا من الولايات المتحدة الأمريكية بلا جدوى واستعادة أراضينا.
حان الوقت لنعرف من هو الإرهابى ونعرف الإرهاب، ونناضل من أجل التفرقة بين الإرهاب والدفاع عن الأرض والوطن المسلوب.
لابد أن يعرف العالم كله، أن من يدافع عن أرضه ليس إرهابيا، هذا بالنسبة لإخواننا فى فلسطين، أما نحن فى مصر فسيناء مصرية، وشأن مصرى، فأمنها يخصنا نحن، ومن استشهدوا على الحدود أبنائنا الأجلاء، فالجندى المصرى سيعيش وسيظل وسيكون خير أجناد الأرض رغم أنف الحاقدين والمحتلين والمغتصبين.