مرّ عام على حادث سرقة لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمد محمود خليل وحرمه، ولم تتضح أى مؤشرات لظهور اللوحة حتى الآن، وزاد اللغط حول ملابسات سرقتها، بعد تردد أنباء عن وجودها فى أحد القصور الرئاسية، أو خروجها بين مقتنيات سوزان مبارك إلى لندن فى الأيام الأولى لثورة 25 يناير، ثم تقدم محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق بنقض لحكم حبسه فى قضية الإهمال مما أدى إلى سرقة اللوحة. سرقة اللوحة تسببت فى غلق متحف محمود خليل طوال هذه الفترة، ولكن سنة كاملة ليست فترة طويلة لغلق المتحف، حسب رأى أحمد عبد الفتاح رئيس قطاع المتاحف القومية بقطاع الفنون التشكيلية، حيث يقول، "عام كامل قد يكون مدة زمنية طويلة، ولكنها ليست كذلك عندما يتعلق الأمر بتأمين مقتنيات متحف لنقلها إلى المخازن وتسليم المتحف إلى شركة لصيانة المبنى وتركيب نظم أمن حديثة"، مؤكداً أنه لا يوجد جدول زمنى محدد لإعادة فتح المتحف للجمهور، مشيرا إلى صيانة المتحف وتطويره كان من المقرر أن تبدأ قبل سرقة اللوحة، ولكن واقعة السرقة عجلت بغلق المتحف. ويضيف عبد الفتاح، أن الأحداث السياسية التى تمر بها مصر الآن والتغيرات التى حدثت فى الوزارة أوقفت مشاريع القطاع لتطوير المتحف وأثرت على سير الترميم، وجعلت مسئولو القطاع يعملون على تجنب الأخطار وغلق المتاحف غير المؤمنة بشكل كامل، حتى اضطروا لإزالة اللافتات التعريفية بالمتاحف، رغم قناعتهم بأهمية المتاحف القومية، إلا أنهم فضلوا إغلاقها حتى يتم تأمينها بشكل مثالى، وهنا كانت خطة فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق بإنشاء غرفة عمليات مركزية لمراقبة المتاحف الفنية والقومية تجمع كل ملفات الأمن فى المتاحف وربطها بجهاز الأمن القومى، وقد تعطل تنفيذ هذا المشروع بسبب الأحداث وتغيير القيادات، وقال عبد الفتاح، إن هذا المشروع يحتاج لوقت أكبر لتنفيذه، لأنه سيتم بالتنسيق مع جهات أمنية عليا، ولكن القطاع بدأ فى تطوير جهاز الأمن فى المتاحف بالتعاقد مع أكثر من 40 ضابط أمن كفء ومحترف لتأمين المتاحف بالشكل الأمثل. مصدر مقرب من شعلان نقل عنه شكه فى ظهور اللوحة قريباً، لأن طريقة السرقة بقطع قماش اللوحة من داخل الإطار يقول إن سارقها ينوى الاحتفاظ بها لنفسه فى مكان مغلق، وليس بيعها، مثلما حدث فى واقعة سرقة نفس اللوحة المرة الأولى فى السبعينيات من القرن الماضى، وعادت إلى المتحف عندما فكر سارقها فى بيعها فى الكويت واصطدم بكونها مسجلة فى البوليس الدولى ولن يستطيع عرضها فى أى مزاد فأعادها للسلطات المصرية بالتراضى. مداخلة شعلان الأخيرة رداً على سؤال وجه إليه لتوضيح رأيه فى اتهام سوزان مبارك بالحصول على اللوحة، لم تتهم زوجة الرئيس السابق مباشرة، لكنه قال إن ربط الأحداث يقول بسيناريو آخر لأن فى نفس يوم الإعلان عن السرقة أعلن فى التليفزيون المصرى العثور على اللوحة فى مطار القاهرة مع سائحين آخرين، ثم منع الحديث عن هذا الأمر تماما.