اقتفاء أثر الفينيقيين بواسطة الحمض النووى

استخدم العلماء الحمض النووى لاقتفاء أثر الفينيقيين الذين بسطوا نفوذهم على البحر المتوسط منذ آلاف السنين، حيث استخدم الباحثون أسلوب تحليل للكشف عن الآثار الوراثية لدى السكان الحاليين للمنطقة بفعل الهجرة على مر العصور، واستخدمت الدراسة الحمض النووى لستة آلاف رجل من منطقة حوض البحر المتوسط، وكشفوا الأثر الجينى الذى ورثوه لأبناء العصر الحديث.
وكان الفينيقيون بحارة مغامرين قامت حضارتهم فى لبنان، وأسسوا إمبراطورية تجارية على امتداد البحر المتوسط فى الألفية الأولى قبل الميلاد، وانتشروا من موطنهم فى لبنان وكونوا مستعمرات ومراكز للتجارة فى أسبانيا وشمال أفريقيا، حيث أقيمت قرطاج أقوى المدن التى بناها الفينيقيون.
وركزت الدراسة على الكروموسوم Y (كروموسوم الذكورة) وعلى مجموعة من العوامل الوراثية التى يحملها الرجال فقط وتنقل من الأب إلى الابن دون أن يطرأ عليها تغيير.
وبحث العلماء البصمة الوراثية على الكروموسوم Y لرجال فى مناطق مختلفة من مناطق سيطرة الفينيقيين مثل لبنان وقبرص وكريت ومالطا وشرق صقلية وجنوب سردينيا وابيزا وجنوب أسبانيا والسواحل التونسية وطنجة، ثم قارنوا الحمض النووى لهؤلاء الرجال بالحمض النووى لرجال فى مناطق قريبة ولكن لم يدخلها الفينيقيون.