"فقدان المناعة" ديوان جديد للمغربى عبد السلام دخان

صدر ديوان جديد للشاعر المغربى عبد السلام دخان بعنوان "فقدان المناعة"، عن مطبعة الخليج العربى بتطوان، ويسعى الشاعر فى ديوانه إلى كشف ثنائية الحب والموت، عبر رؤية جمالية لشاعر ينتمى إلى حساسية شعرية تشكلت بالمغرب فى نهاية القرن العشرين.
وقال الناقد المغربى "محمد المناز" على الغلاف الخلفى للديوان، "ساهمت اللوحة الفنية التى أنجزها الفنان عبد الخالق قرمادى فى تحقق هذه الدلالة التى يحاول دخان إنجازها فى ديوان "فقدان المناعة"، وأضاف الديوان يعد أول تجربة نشر ورقى للشاعر يبتعد فيها عن المقولات الشمولية، وعن استعادة الماضى، مادام رهانه مرتبط بالمضى قدما بالقصيدة من الحاضر إلى المستقبل، لذلك فوظيفة اللغة فضلا عن رغبتها فى تحقق الوجود، ترتبط بتأسيس عالم بجلبته وتناقضاته وإحباطاته".
وأشار إلى أن اللغة تستشرف أحاسيس دقيقة لحالات إنسانية مختلفة، فيجعلنا الشاعر نرى العالم بعيون العاشق، والمسافر، والمغترب.وأن أهم ما يمز هذا الديوان هو المقول الشعرى الذى ينصت لآهات المريض المصاب بفقدان المناعة، وتقديم هذه الحالة الإنسانية التى باتت تشغل حيزا مهما من المجتمع المعاصر، رافقها انشغال جمالى بالقصيدة التى تتطور بتنامى الصور الشعرية، وبالموسيقى المصاحبة لهذه الصور، يمكن نعتها بالموسيقى التصويرية لقصائد قد تبدو مغلقة كما هو الحال فى قصيدة عزلة وارفة، أو مفتوحة كما هو الحال فى قصيدة ملوحة الحجر.
وينقسم الديوان إلى مجموعتين: الأولى معنونة بصور مختلة وتضم قصائد "فلسفة، متسول، شاعر، دعوة، هدية، نزوة، شوق، مرايا، كميليا، فراق، بورتريه"، أما المجموعة الثانية فقد عنونها الشاعر بتفاصيل شائكة، وتضم قصائد" فقدان المناعة، عزلة وارفة، برج الأسد، صرخة البياض، قلب الشمال، سوناتا حامل التابوت، بوابة الضوء، الليل والعربة، احتضار، أطياف الكاهنة، ترانيم جسد عليل، ترقب على عتبة باب البحر، ملوحة الحجر، شهادة الوفاة. وإذا كانت المجموعة الأولى تتسم بهيمنة الصور الجزئية فإن المجموعة الثانية تتسم بهيمنة الصور الكلية. وديوان فقدان المناعة يعكس الصيغ الأسلوبية والبلاغية التى يوظفها الشاعر عبد السلام دخان لتحقيق جمالية نصوصه التى تزاوج بين الإنصات لأحاسيس الأعماق، والتأمل فى الزمن والمكان وتحولات الذات.