تكتب القاصة هبة خميس قصصها القصيرة كما ترغب فى أن تحكيها، لا تتعمد أن تستخدم أداة الرمز، لكنها مع ذلك تفاجأ أن قصصها تحمل من الرمز ما يجعل قارئها يتقبل أكثر من معنى لها، فى مجموعتها القصصية " من نافذة تطل على الميدان" الصادرة حديثا عن هيئة قصور الثقافة بعد فوزها بالجائزة الأولى فى مسابقة قصور الثقافة فرع المجموعة القصصية، لا تعبأ خميس فقط بكتابة قصص تعبر عن هموم جنسها، بل تنحو نحو القضية الإنسانية الأكبر من هموم الأنثى أو الذكر، عن مجموعتها كان لليوم السابع معها هذا الحوار.. لماذا لم تقدمى على خطوة نشر المجموعة قبل تقدمك بها للمسابقة؟ لم أشعر برغبة فى نشر المجموعة وربما كان مبعث ذلك شعورى أنه ليس من السهل أن تنشر كتابا، ليس لصعوبات فى النشر، ولكننى افتقدت الشجاعة للإقبال على نشر الكتاب. هل هذا التردد مبعثه أن المجموعة كانت التجربة الإبداعية الأولى لك؟ أظن أن السبب الرئيسى هو خوفى من أى رأى سلبى أو محبط قد أتلقاه على القصص، رغم أن العديد من أصدقائى ممن قرأوا المجموعة شجعونى على نشرها. ولكن هذا الخوف لم يمنعك من التقدم للمسابقة؟ صديقتى نعمة نصر هى التى شجعتنى للتقدم للمسابقة عندما طلبت منى مجموعتى للتقدم بها، لأننى لم أكن أثق أن مجموعتى هى أفضل قصص قد تنال الجائزة. هل كان لديك هم ما لم تستطيعى أن تكتبى عنه وجعلك مترددة بشأن المجموعة؟ الهم الذى كان يراودنى أن الكتاب يجب أن يعبر عنى، وكنت أشعر أن الكتابة لم تحقق ذلك بشكل كامل معى، فلم أكتب ما أعبر به عن نفسى، وهو ما جعلنى مترددة بشأن النشر وبشأن المسابقة. بعض قصص المجموعة لا تعبر عن هم كاتبة، مثل أولى قصص المجموعة التى كانت تدور أحداثها عن شاب لاهى عابث؟ فكرة اللامبالاة التى عبرت عنها فى أولى قصص المجموعة كانت تراودنى باستمرار، وهذا أحد همومى، وليس من المهم أن يكون هما يخص بنات جنسى، لأنه هم إنسانى فى المقام الأول. هل تفكرين فى استخدام الرمز أثناء الكتابة، كى تتحررين من أى قيود قد تفرضها عليك ظروف حالك ككاتبة تعانى من الرقابة أحيانا؟ بالعكس أكتب كما لوكنت أحكى حكاية ما، وهو ما جعل بعض ممن قرأوا القصص يشعرون بمعانٍ مختلفة عما كنت أقصده، ولا أبحث عن رموز أستخدمها أثناء الكتابة لأدلل بها على أشياء، أدخل فى عمق الحكاية مباشرة. كيف ترين موقع أبناء جيلك من الكتاب الآخرين؟ هل يساورك القلق خاصة مع كم الأعمال الأدبية الصادرة حديثا؟ ومع زحمة النشر؟ فعلا هناك إنتاج أدبى كبير، وعناوين روائية وقصصية أعجز كثيرا عن متابعتها، وأظن أن كل يوم يحمل معه مليون كتاب، لكننى أظن أيضا أن كل هؤلاء الكتاب والكبار منهم على وجه التحديد كانوا قلقين يوما ما مثلى الآن، وأظن أن القراءة فى ازدياد كما تزداد الكتب. هل ستزيدك الجائزة خوفا من الكتابة، أم ستزيل من داخلك هذا الخوف تماما؟ أظنها ضاعفت خوفى من الكتابة ، لكن صدور المجموعة أعطانى الشجاعة للمواصلة، ولكن يبقى دائما القلق الذى يزداد كلما أعرف أن هناك نسخة تم بيعها لشخص ما، وأنه سوف يحكم على ما كتبت.