التايمز: سوريا تلجأ للغرب لكسر عزلتها بالمنطقة

قالت صحيفة التايمز البريطانية فى افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، إن سوريا باتت فى عزلة متزايدة وسط جيرانها من الدول العربية السنية، وأرجعت الصحيفة هذه العزلة إلى التوتر فى لبنان ودعمها للمواقف الإيرانية التى تعاديها بقية الدول العربية.
وأشارت الصحيفة أن سوريا بدأت تغير من سياستها، حيث تحاول الخروج من حالة العزلة من خلال الاتجاه إلى الغرب. وبدأ هذا التوجه مع الرئيس السورى بشار الأسد لباريس خلال الصيف الماضى، والتى هدفت إلى التغلب على تلك الانتقادات الموجهة للتدخل السافر فى لبنان، وإحياء العلاقات مع أوروبا، على أمل بناء علاقات تجارية أفضل مع الاتحاد الأوروبى، وتقسيم الجبهة الغربية المناهضة لسوريا. وقد ترافق هذا التحرك مع دخول دمشق فى مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل بواسطة تركية، كخطوة لإعادة علاقاتها مع واشنطن.
وقالت الصحيفة، إن الهجوم الذى شنته الولايات المتحدة الأحد على بلدة داخل الحدود السورية مع العراق، من شأنه أن يضفى مزيد من الأهمية على المحادثات المقرر إجرائها اليوم الثلاثاء، فى لندن بين وزير الخارجية ديفيد ميليباند ونظيره السورى وليد المعلم. وأضافت أيضاً أنها فرصة لكلا البلدين لتأسيس علاقات بين الجانبين تقوم على أسس جديدة، ستكون بمثابة عملية إنقاذ لسوريا من عزلتها الإقليمية.
وتابعت افتتاحية الصحيفة، أن كلاً من الحكومات الغربية والشرق أوسطية، يستعدون لتغيير الإدارة الأمريكية، وتوقعت أن ميليباند سيحاول إقناع المعلم بأن مساهمة بلاده فى إحلال السلام فى العراق، وعلى نطاق أوسع فى الشرق الاوسط، سيمنحها الفرصة للعلب دور مركزى فى محادثات السلام المستقبلية فى الإقليم.
وتحدثت الصحيفة عن مواقف سوريا ودعم الحركات المسلحة فى المنطقة، مثل: حزب الله اللبنانى، وحركة حماس فى فلسطين، وكيف أن آخر حوار بين سوريا وبريطانيا والذى تم فى 2001 بقيادة تونى بلير، انتهى بالفشل.
واختتمت الصحيفة بالقول، إن بالنسبة لثمن التقرب السورى من الغرب، يتمثل فى الابتعاد عن إيران، وأن وظيفة ميليباند هى إقناع نظيره السورى أن الأمر يستحق.