مثلما يحدث في صالات الجيم عندما تقوم برفع حمل ثقيل وبكل قوة يصاحبها عزيمة ، تجد من يقول لك " عاش يا وحش" تقديرا وإعجابا بما فعلته .. وفى هذه اللحظات أكثر من يستحق كلمة "عاش" هو الزمالك .. فقد فعل ما لم يقدر عليه سواه والقليلين فقط مثله، وعاد من قلب تونس بتذكرة التأهل لنصف نهائي دورى الأبطال وتحديدا من ملعب رادس وما أدارك ما يحدث في مدرجاته وشاهدنا جزءا منه في لقاء الإياب ليلة الجمعة المباركة على كل الزملكاوية. الزمالك فعلها عن جدارة واستحقاق وتأهل على حساب الترجي التونسي بطل أفريقيا في اخر نسختين، بنتيجة 3 / 2 في مجموع المباراتين ( 3 -1 ذهابا و0 -1 إيابا) ورغم الخسارة بهدف دون رد على أرض تونس جاء من ركلة جزاء ىف الدقيقة الخامسة، إلا أن الزمالك كان الأفضل وقدم أداءا قويا دون أن يتأثر أو يقع تحت ضغوط الهدف المبكر القاتل للنفسيات. الزمالك منح الجمهور الأبيض الفرحة والسعادة ويالها من فرحة يصاحبها الزهو والفخر لكل جماهير الكرة المصرية بعد نجاح أحد أنديتها في إقصاء منافس شرس صاحب باع طويل على المستوى القارى، دون أن يكون هناك ما يخالف قناعة أحقية أبناء ميت عقبة في التأهل. وإذا كان "عاش" الزمالك.. فليحيا كارتيرون كارتيرون المدرب الفرنسي المخضرم، يواصل إنجازاته العريضة مع الزمالك، إذ كان له الفضل الأكبر في وصول الفريق الأبيض إلى هذا المستوى القوى والنتائج الكبيرة، أخرها تأهل الزمالك إلى نصف نهائي دورى أبطال أفريقيا للمرة الأولى منذ 2016 والثانية منذ 2005 والعاشرة في تاريخه. الزمالك مع كارتيرون استعاد ثقة كانت غائبة قبله، ومن منافسيه قبل أنصاره، في أن يكون أحد أبرز المرشحين للتتويج القارى الغائب عن قلعة ميت عقبة منذ عام 2002، في ظل الشخصية المتغيرة التي بات عليها وهي شخصية البطل. الزمالك مع كارتيرون بات يملك فريقا يقدم أفضل المستويات بتشكيل ثابت لا يغيره إلا لظروف الإصابات والإيقافات وهو ما منح الفريق ميزة الانسجام التي خلقت جماعية رفيعة المستوى في الأداء. الزمالك مع كارتيرون حقق إنجازات لم تعرفها القلعة البيضاء على مدار السنوات الأخيرة القريبة، ونجح بتمرسه وخبراته الإفريقية أن يعيد الزمالك إلى صدارة المشهد القارى.. فهو حافظ تماما لدهاليز وأزقة الأدغال الإفريقية ويجيد التعامل مع كل ظروفها أيا كانت ومتى حدثت. *أما عن اللاعبين جميعا فقد كانوا على قدر الحدث وظهورا رجالا أهلا للثقة التي كان يضعها فيهم جماهير الزمالك، ولكن الأفضل كان أبوجبل، محمود علاء، الونش، طارق حامد، ساسى. وبات الزمالك لا ينتظر اسم المنافس القادم ، ولم لا يعد يفرق معه من سيواجه مازيمبى أو الرجاء .. الكل أمامه سواء في طريقه نحو الوصول إلى النهائي الذى يدعو جموع المصريين أن يجمعه مع الأهلى الذى نتمنى له كل التوفيق اليوم أمام صن دوانز ويكون الفريق المصري الثانى في نصف النهائي الإفريقي. الزمالك كارتيرون الترجى