سيطرت على الإعلام المصرى، خلال السنوات الخمس الأخيرة، ظاهرة "بتاع كله" التى تشبه فى مضمونها ظاهرة "حلاق الصحة" سابقاً!!.. ولمن لا يعلم.. حلاق الصحة كان أهم من المحافظ والعمدة فى ريف وصعيد مصر لسنوات طوال، حيث كان يتم الاستعانة به للقيام بعدة أمور منها: حلاقة وتصفيف الشعر وختان الفتيان وإجراء بعض العمليات الجراحية بطريقة بدائية وتركيب بعض المواد الطبيعية والعشبية ووصفها لعلاج ذوى الإعاقات والأمراض المزمنة وغيرها من الأمور التى قلما داوت وكثيراً ما أمرضت وسببت عاهات!! وهذا ما يحدث بالفعل حالياً فى إعلامنا، حيث يتم التركيز على عدد من الأشخاص بشكل مستفز ومنحهم فرصًا كبيرة برواتب باهظة فى آن واحد رغم خطورة بعضهم على تشكيل الرأى العام.. فتجد مثلاً الواحد منهم صحفيًا فى جريدة مصرية وكاتبا مقالا فى صحيفة عربية أو صحيفتين ومقدما برنامجا أو اثنين على الفضائيات ومستشارًا إعلاميًا لسيادة الوزير وضيفاً دائماً على بعض البرامج واصفين إياه بالمحلل السياسى والخبير الاستراتيجى، ذلك اللقب الذى يجعله أيضاً ضيفاً على كثير من الندوات والمؤتمرات، وكأن مصر أصابها العقم بعدما أنجبتهم!! المؤسف أن من بينهم أشخاصًا ذوى ذمم خربة وضمائر ميتة لا ملة فكرية أو سياسية لهم، متلونين كالحرباء، يستخفون بذاكرتنا وعقولنا، فمثلاً تجد أحدهم يكتب مقالا يهاجم الثورة، ومن قام بها وبعد مرور يومين على كتابة المقال تجده ضيفاً ثقيلاً على أحد البرامج الحوارية يمجد الثورة ويلعن مبارك وعصابته!! لا شك أن من بين هؤلاء أكفاء وأصحاب آراء ورؤى سديدة نافعة ومؤثرة.. ولكن تسليط الضوء عليهم بهذه الطريقة يثير حفيظة الكثيرين من الأكفاء أيضاً والذين هم خلف الأسوار لعدم قدرتهم على الوصول لأسباب مختلفة تتعلق بالواسطة والشللية والتصلق والتملق وغيرها من التنازلات التى قدمها الكثيرون من بتوع كله المفروضون علينا رغم أنوفنا، والذين أظن أننا سنفتح الصنبور قريباً نجدهم نازلين بدلا من الماء ولسان حالهم يقول: وراك وراك وراك.. مطرح ما تروح وراك!!.