قبل ثلاثة أعوام كاملة على استضافة البرازيل لبطولة كأس العالم المقرر انطلاقها فى صيف عام 2014، باتت هناك عوامل تُهدد تنظيم البرازيل لهذا الحدث العالمى الذى ينتظره عشاق كرة القدم كل أربعة أعوام، أخرها كانت سلسلة الحوادث الأمنية التى شهدتها البلاد والتى تمثل خطر حقيقى على استضافة المونديال ومن بعده دورة الألعاب الأولمبية فى عام 2016. شهدت البرازيل التى تستضيف بطولة كأس العالم العسكرية حالياً ويشارك فيها منتخبنا العسكرى سلسلة من اضطرابات الأوضاع الأمينة كان أخرها تعرض أحد الفنادق الفخمة بمدينة ريو دى جانيرو للسرقة، حيث اقتحم أربعة رجال مسلحين الفندق وقاموا بسرقة السائحين من بينهم 10 سائحين أجانب وفروا هاربين. ويقع الفندق الذى تم افتتاحه عام 2008 وتتكلف الإقامة فيه نحو 2000 دولار فى الليلة الواحدة، فى منطقة سانتا تيريزا الجبلية، ومثل هذه المناطق تجذب السائحين خاصة أثناء إقامة بطولة كأس العالم 2014 لما تضم من مناطق ساحرة وخلابة، ولكن فى ظل استمرار تدهور الأوضاع الأمنية هناك سيمنع السائحين من الحضور إليها وزيارتها. ولم تكن واقعة سرقة الفندق هى الأولى، حيث اضطرت الشرطة البرازيلية لإغلاق العديد من مواقف السيارات فى ريو دى جانيرو الأسبوع الماضى بعد بلاغ من مجهول عن وجود عبوة ناسفة بأحد السيارات فى المنطقة، وانتشر ضباط الشرطة فى المكان وانتظروا ساعات طويلة ولكن لم يحدث شيء واتضح أنه بلاغ كاذب. وفى واقعة مماثلة، قامت الشرطة البرازيلية بإخلاء المناطق المجاورة لمدرسة فنية بحى "تيجوكا" بسبب بلاغ عن عبوة ناسفة، ولكن اتضح بعدها أنها صناعة يدوية من الألمنيوم ويمكنها إصابة أشخاص على بعد 15 متراً فقط. ووقوع مثل هذه الحوادث الأمنية أثناء بطولة كأس العالم العسكرية التى ليست على نفس مستوى بطولة مثل كأس العالم، سيكون لها بالضرورة أثاراً سلبية خلال المونديال خاصة بعدما أشارت وزارة السياحة فى البرازيل إلى توقعات بحضور من 800 ألف إلى مليون سائح أجنبى أثناء إقامة المونديال. الجدير بالذكر أن السلطات البرازيلية اتخذت إجراءات حاسمة وصارمة ضد أعمال العنف بمدينة ريو دى جانيرو ما ساهم فى انخفاض معدل هذه الجرائم فى السنوات الأخيرة، حيث سيطرت الشرطة البرازيلية على 12 من الأحياء الفقيرة التى كان يسيطر عليها أشخاص مسلحين وتجار مخدرات، ورغم ذلك مازالت هناك مئات من الأحياء الفقيرة فى المدينة تحت سيطرة هؤلاء المسلحين. وكان الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" قد انتقد تأخير استعدادات البرازيل للمونديال فى ظل عدم الانتهاء من أعمال بناء ملاعب جديدة ومطارات وشبكات نقل ومواصلات، حيث واجهت البرازيل انتقادات كثيرة بسبب التباطؤ فى استعداداتها للبطولة منذ حصولها على حق استضافتها للمرة الأولى منذ عام 1950.
