يابنى خذنى من يدى واذهب بى إلى ليمان طره.. فأنا من الجيل السابق.. الساكت عن الفساد.. الراضى بالأمر الواقع.. الصامت لسنوات طويلة.. أنا أبوك الذى لم يستطيع أن يثور أو يخرج إلى ميدان التحرير. هكذا تكون صورتنا الآن فى أعين أبنائنا.. سلبيين إلى أقصى درجة، ولم نفعل شيئا تجاه الوطن الحبيب فى عشية وضحاها اكتشفت هذا الأمر. اكتشفت أننى غير وطنى.. ضعيف.. جبان.. خائن للأمة كلها، هل يرضيك يا بنى هذا الكلام.. هل أنت راض لأن تأخذنى بيديك وتضمنى للفاسدين الذين أفسدوا على أرض مصر وأضفتنى إليهم بسكوتى عنهم. يوم وراء يوم وترتفع بسقف مطالبك فى ثورتك.. إلى أن وصلت لتهميشى.. وأرى فى نظراتك تلك الكلمات.. أراها فى أعين كل الشباب ونظراتهم لى ولباقى جيلى.. أصبحنا الآن وهم.. وخبراتنا ليس لها أى قيمة.. وأصبحتم أنتم القادرون على كل شىء. ولكن تذكر يابنى.. أننى أبوك وتذكر أمك.. نحن من سهرنا من أجلك فى مهدك نحن من لم ينم ليل بطوله وقت مرضك.. نحن أول من أمسك يديك ليعلمك كيف تكتب بالقلم نحن من اغتربنا فى بلاد تصل درجات الحرارة فيها إلى ما تحت الصفر للحصول على أعلى الدرجات العلمية وبلاد أخرى تصل درجات حرارتها إلى الخمسين مئوية لنعمل بها لنوفر لك عيشة كريمة ومدارس راقية لتتعلم وتدرس بها، نحن من علمناك الاهتمام بنظافتك الشخصية والاستحمام، وعلمتك الوضوء واصطحبتك من البيت إلى المسجد لتصلى.. نحن من وفرنا لك المال لنشترى لك الكمبيوتر الذى دخلت عن طريقه إلى (الفيس بوك) لتمهد لثورتك وتسهر عليه طوال الليل.. نحن من وفرنا لك الفضائيات وآلاف القنوات لتشاهد ما تشتهى رغم أننى ووالدتك كان لدينا قناتين فقط بالتلفزيون المصرى تعملان ستة ساعات فقط يوميا وأبيض وأسود وبلا ألوان. هل يرضيك كلامى.. هل يرضيك طلبى.. هل يرضيك اختفائى كل ما ذكرته لك ليس معايرة لك ولكنه كان أقصى ما استطعت أن أوفره لك ولكنى أطلب منك أن تأخذ بيدى إلى سجن طره ربما كفرت هناك على ما قصرت به معك. ولكن لى سؤال واحد هل ستأتى لزيارتى فى محبسى.. أم ستتبرأ منى حتى آخر العمر. والدك الضعيف من وجهة نظرك أنت وزملاؤك