كبرنا وتربينا وشاهدنا فى كل القرى والمحافظات وكذلك فى وسائل الإعلام، تليفزيون وسينما وسمعنا مسلسلات الشرق الأوسط فى رمضان وطول السنة ناخذ أنتى بيوتك ومضادات تغسل عقولنا منذ الصغر وتثبت أفكارا وعادات معينة ترسخها حكاوى المقاهى والمصاطب والبيوت كل يوم وكل ليلة كبرنا وترعرعنا عليها دون تفكير مجرد أنها تشبه مغارات وكنوز على بابا مجهولة تأتى بالشبهة والمشاكل والابتعاد عنها غنيمة والاقتراب منها رذيلة ومن هذه المغارات والكنوز وأخفها وقعا وأقلها شبهة وأقلها فرصة فى تكملة الحياة الطبيعية ولو عملنا بحثا أو دراسة سنجد أنه حتى العشر سنوات القليلة الماضية وحتى يومنا هذا نجد أن الأرملة إن لم تعتزل الحياة الزوجية برغبتها ورغبة منها فى الوفاء لزوجها على أساس ومفهوم تربت هى عليه أن زواجها بعد وفاة زوجها يعتبر خيانة عظمى ويعاقب عليها قانون العيلة أو المنطقة أو الحارة أو القرية وأنها خائنة للعشرة وللعيش والملح ويجب عليها بأن تهب بقية عمرها مجبرة على الوفاء إذا سمى فى هذه الحالة وفاء لزوجها والعيش على ذكراه وإما أن تندر حياتها أيضا اتباعا لقانون المنطقة لتربية أولادها حتى التخرج فى الجامعة وتزويجهما أولا حتى يمكن أن تتزوج هى لاحقا إذا كان فى العمر بقية فى بيتها وهذا ما لا يحدث إلا فى الأفلام وحتى من الطبيعى لا يقبل الرجل المضطر على الأرملة إما لدواع أمنية وهو الأولاد فيعرض الرجل عن أى باب يأتى منه ريح فتراه يبحث عن أرملة شابة بدون ديول أو ديون أى حاجة سالكة خالية من الشوائب والكوليسترول تجعله تنبل يتمتع بثروة غيره ومحظوظ بكنز بدون مجهود ولا مشاكل خطوبة وعفش وقايمة ولا نكد زواج وحمل ووحم وولاده وبامبرز ودكتور أطفال وحضانة ودروس وخلع ومحكمة أسرة.. فالأرملة أخف من أن تؤثر فيها طلقات المجتمع وقانون الحتة وعرف الديك أى المجتمع لأن عادة لا دخل لها بلقب أطلق عليها واكتسبته وحصلت عليه بالخسارة.. أما ثانى كنز أو مغارة وهى أشد وأنكى وكلمة تقيلة ومريبة تترك أثرا على الأذن وهذا ناتج من التربية والأفكار والعادات التى كسبوها أو وضعوها فى كبسولة وفطمونا عليها ومن اكتسب هذا اللقب كأنها جمل بادية أصابه ما أصابه يجب عزله وتتلاشى بقية أصحابها حتى من كثره الجلوس معها تفاؤلا أو تشاؤما كما يحلو للبقية أن تطلق عليه وقد تكون المطلقة لا ذنب لها فيما اكتسبته من لقب وقد كانت أحرص ما يكون على بقاء العش ملتزمة راعية لزوجها وبيتها حق رعايته بنت ناس طالبة التحصن والستر ولكن نصيبها والرياح أتت بما لا تشتهى سفينة الحياة وكان الدبور أى ذكر النحل بكثرة زنه وسعيه المشبوه كان سببا فى خراب العش وكانت الضحية التى لا ذنب لها هى من يتحمل طلقات المدفع وتحمل هذا اللقب البغيض طوال حياتها إلى أن يجعل الله لها بعد عسر يسرا فترى الرجل أيضا يبتعد ولا يفضل أن يبدأ حياته مع مطلقة حتى وإن لم يدخل بها، وقد يحدث اختلاف بسيط جدا فى اتفاقات العفش أو غيره فتكتسب المسكينة اللقب يؤرق حياتها ويجعل سهام عيون مجتمعنا الواسعة المدورة البقرى تصيبها فى كل مكان ووراء كل جملة وقعدة وتجعلها منكسر أحيانا إذا تزوجت بمن لا يفهم ولا يقدر ظروفها وقد يعايرها بهذا وموجود فى مجتمعاتنا هذه النوعية من الرجال ناقصى العقل والدين.. والكنز أو المغارة الأخيرة وهى الممرضة أو ما أطلق عليها ملاك الرحمة ولها نصيب أيضا من قانون المنطقة والمجتمع فطبيعة عملها أن تتعامل مع مرضى شباب ورجال وأن تعمل ليلا وقد تضطر إلى المبيت فى مكان عملها وقد تقترب أكثر من الرجل وتتحمل ما لا تتحمله أى زوجة من زوجها المريض فتسهر لتعطيه دواءه فى موعده وبانتظام وتتحمل غلاسته وأحيانا قلة أدبه فقد تكون مضطرة للعمل ولها ظروف تجعلها تتحمل فالزوجة أحيانا كثيرة لا تتحمل طول فترة مرض زوجها وتضجر وتمل وتشتكى وتصيح وتتعلل بأن لها طاقة وسقفا للتحمل وتدعو دائما فى وجه زوجها قائلة متى تطلع وتريحنا ويظن الزوج أنها تقصد الطلوع على السرير وهى تقصد بكل سرور طلوع الروح.. ولكن الممرضة تجدها صابرة على مريضها وإن كان هذا عملها ولكنها بشر أيضا لها سقف للتحمل وبالرغم من هذا فلها نصيب أيضا من طلقات مجتمعنا أبو لسان وعيون بقرى لا يرحم حتى من لم ترحمه الظروف فتراه يلقى عليها سهاما وطلقات مسبقة حاملة بارود شك وريبة ولا يفضل بعض قاصرى العقل الارتباط بالممرضة مع أن لو قدر ودخل المستشفى لن يجد رعاية ولا صبرا على قرفه وتقله من أخته أو أمه أو ابنته أو حتى زوجته أكثر من صبر ورعاية الممرضة التى تتمنى طول حياته لأنه مصدر رزقها غير الزوجة التى تدعو له بالطلوع لأنه أصبح مصدر ضجرها هذه صور ليس لكل عيون وسهام مجتمعنا وإن تطورت العقول وتنبهت وليست لكل مغارات وكنوز المجتمع أبو عيون واسعة على من ليس له صلة قريبة به أما إذا كانت الأرملة أو الممرضة أو المطلقة أخت أو زوجة أو أم لك، هل كانت ستتغير طلقات مدفعك وسهامك.. اشرب الشاى أبو نعناع أخضر ورد على مهلك.