حزب الجبهة الديمقراطية أعلن عن نفسه وكشر عن أنيابه، باستحداث وسيلة جديدة على الحياة السياسية فى مصر. ابتكر «الجبهويون» وسيلة تواصل بين المعارضين فى الخارج، وبين من يعتبرون أنفسهم إصلاحيين من الداخل، حيث شهد المقر مقابلات مختلفة مع شخصيات يجمعها الغضب وذلك عبر وسائل تكنولوجية حديثة.. «فيديو كونفرانس» لشخصيات حصلت على اللجوء السياسى هربا من الاضطهاد. حديث معظم هذه الشخصيات جاء فى شكل هجوم حاد على النظام الحاكم، ولكن ما أكدوا عليه هو ضرورة التخلص من هذا النظام فى أسرع وقت، لأن مصر الآن من وجهة نظرهم قابلة للانفجار وتنتظر التشجيع وهو ما يقومون به الآن من الخارج.. فهل هذه الوسائل الجديدة التى سيستخدمها حزب الجبهة الديمقراطية فى الوصول إلى الشخصيات الهاربة من النظام، ستكون نواة للثورة على غرار ما حدث فى إيران عندما استطاع آية الله الخومينى أن يقود ثورة من الخارج عن طريق الشرائط المهربة من فرنسا إلى إيران، والتى تحتوى على مقابلات ومحاضرات تحث المواطنين على الثورة. أولى الشخصيات التى تمت استضافتها عبر «الفيديو الكونفرانس» والمطلوب أمام وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى ،هو عمر العفيفى ضابط الأمن السابق ومؤلف كتاب «عشان متنضربش على قفاك»، وفى أول مقابلة مع الصحفيين قال إن مصر الآن قابلة للانفجار فى أى وقت، مرجعا السبب إلى النظام الفاسد المنتشر بها، واستغلال العادلى منصبه فى القضاء على من يوضحون للشعب، ما هى حقوقه التى يحاول الأمن الاستيلاء عليها وسلبها. الضيف الثانى هو د. سعد الدين إبراهيم، المقيم خارج مصر منذ أكثر من عام، لطلبه فى أكثر من قضية قد يصل عددها إلى ما يقارب 120، وكان أشهرها، الإساءة لسمعة مصر، والحصول على أموال من جهات أجنبية، وأكد سعد الدين أنه لن يتنازل عن حقه فى الرجوع إلى مصر، ولكنه يطالب بمحاكمة شعبية لمعرفة حقيقة القضايا، مضيفا أن كل الهاربين إلى الخارج لن يتركوا هذا النظام يمارس استبداده، لكن الشباب سيكون لهم دور كبير فى هذه الثورة. كميل حليم رئيس التجمع القبطى فى الولاياتالمتحدة، من الساخطين أيضا على النظام الحالى ،واستبداده فى استخدام الظلم ضد المسيحيين وقدرته على خلق الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، أكد أنه لن يسكت عن هذه الانتهاكات، التى تحدث من النظام فى سلب حقوق الشعب المصرى بشكل عام، والأقباط بشكل خاص. أحد ضيوف الفيديو كونفرانس هو أحمد صبحى منصور شيخ القرآنيين ،والذى كان أسرع من حصلوا على اللجوء السياسى بزعم الاضطهاد الدينى، هارباً إلى أمريكا بشكل سريع،عندما لاقى كما يقول «اضطهادا من النظام بسبب إيمانه بشريعة القرآن، ومعارضته للسنة النبوية ». كان آخر المدعوين حتى الآن هو علاء الأعسر، صاحب كتاب «الفرعون الأخير»، رغم أن وضعه مختلف عن الآخرين، لأنه لم يحصل على اللجوء السياسى، وغير ممنوع من الدخول إلى مصر، إلا أنه متفق مع معارضى الخارج فى ضرورة التخلص من النظام المستبد، ولكن عن طريق توحيد كل القوى المعارضة سواء فى الداخل أو الخارج.. وعن احتمالية نجاحهم فى إحداث تحرك مشابة لثورة إيران، أكد أنه من الصعب أن تحدث ثورة فى مصر كالثورة الإيرانية، لأنها ثورة دينية، ولكن الأقرب لحدوث ثورة فى مصر هو ثورة الفلبين لتشابه النظام الفلبينى مع النظام المصرى ، وتسلط زعيمها كما يحدث فى مصر. الدكتور فؤاد حتة، المشرف على هذه اللقاءات، والذى يختار هذه الشخصيات للتحدث، فى رأيه «أنه لن يحدث فى مصر ثورة مثلما حدث فى إيران أو الفلبين، والسبب فى ذلك ضعف القوى المعارضة وتقلص دورها، وهو ما أنجح النظام فى القضاء عليها». الخبراء أيضاً قالوا إن «احتمالية إحداث تغيير أو حتى ثورة، أمر بعيد معتبرين هذه المؤتمرات مجرد «كلام لا يؤثر بالشكل الكبير، وإن أثر فلن يلاقى التشجيع» على حد تعبير د.عمرو هاشم ربيع ،الباحث بالشئون الحزبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، والحجة التى ساقها هاشم هنا، هى أن النظام المصرى الحالى استطاع أن يخلع أسنان المعارضة، حتى أصبحوا ليس لديهم قوى غير الكلام».