رحلة البحث عن منزل شريف استغرقت أربع ساعات، وقف "اليوم السابع" بعدها أمام منزل متواضع ببولاق الدكرور، كانت شيماء عبد المقصود زوجة السائق المختطف فى انتظارنا بجلباب أخضر وطرحة زرقاء وسط جمع من الجيران جاؤوا ليواسوها فى مصيبتها. وفى حجرة صغيرة جلست أم شهد تقاوم قطرات من الدمع تجمعت فى عينيها محاولة بث الأمان فى من حولها، يداعبها بين الحين والآخر طفلها شهاب الذى مازال يجهل اختطاف والده. كيف عرفت خبر اختطاف شريف؟ أنا لم أعلم بالخبر إلا عند تأخر اتصال شريف، فاتصلت بالشركة للاطمئنان عليه، فقالوا لى: "معلش يا أم شهد فى ظروف خليتهم يتأخروا فى السفرية دى ادعيلهم". أنا قلقت ورديت على الشركة:" ظروف إيه" قالوا لى:" فى ناس خاطفينهم". ماذا فعلت بعد سماعك خبر الاختطاف؟ لما عرفت الخبر أصابنى ذهول وكتمت الخبر فى نفسى، قلت يمكن يخلص الموضوع بسرعة ماكنتش متخيلة إنه ممكن يغيب كل ده وما اعرفلهوش مكان. وما بقتش مصدقة ودعيت ربنا بحاجة واحدة بس " نفسى أسمع صوت شريف يارب". إيه طبيعة شغل شريف؟ شغل شريف كله سفر، وهو شغال مع الشركة منذ 14 سنة، ورغم خطورة الرحلات اللى بيقوم بيها إلا إنه كان بيحب المغامرة وبيحب شغله جدا جدا، وكان متعود أثناء سفره يكلمنا يوميا ويطمن عليه. هل سبق وتعرض لحوادث أجبرته على التأخر عن مواعيد عودته؟ كل مرة بيسافر فيها كنا بنعيش فى قلق، ومن 3 سنين اتقلبت بيهم السيارة من على الجبل بس ربنا سترها، وقبل كده طلع عليهم ناس قطعوا الطريق واحتجزوهم ساعتين وسابوهم تانى. خطورة العمل هل جعلت شريف يفكر يوما فى تغيير عمله؟ جرب يشتغل مع مقاول لكن "أكل العيش مر"، ولأنه بيحب شغله فى السياحة رجع تانى للشركة، وكانت هذه الرحلة أول رحله له بعد عودته للعمل. وآخر مرة اتصل بيكم كانت إمتى؟ يوم 17 سبتمبر الساعة 12 الظهر قبل ما يبدأ رحلة الجلف. حد من المسئولين بوزارة الخارجية أو الداخلية طمنكم على شريف؟ لا، كان نفسى حد يقولى مين اللى خطفه، وهم فين دلوقتى وعاملين إيه فى شريف واللى معاه. ما آخر خبر توصلتى إليه؟ سمعنا إن فى عسكرى سودانى معتقل فى ألمانيا لذلك تم اختطاف الرهائن لحين الإفراج عن العسكرى السودانى. ما مصادر معلوماتك؟ معلوماتنا كلها من التليفزيون، واللى نعرفه عن المشكلة إن اللى خاطفينه طالبين فدية خمسة ملايين دولار، والشركة قالت لنا إن فى مفاوضات، والفلوس جاءت من ألمانيا وفى طريقها للخاطفين، وهى تقدر بخمسة ملايين دولار. ما طبيعة علاقة شريف بالشركة؟ قبل السفرية الأخيرة كان فى اجتماع مع صاحب الشركة عزمهم فيه على الإفطار، وكان بيقلوهم الشغل السنة دى كويس، وكان أول اجتماع يحضره مع الشركة بعد 8 شهور انقطاع، اشتغل فيها مع مقاول. والطفلان شهد وشهاب؟ شهاب 3 سنوات وشهد 4 سنوات كانوا بيسألوا بابا فين، بأقولهم بابا مسافر. وهمه متعودين على كده، لكن المنظر اللى فى عيون أهل البيت خلا الولاد يكرروا السؤال باستمرار ... اللى مصبرنى إنهم صغيرين ولسه مش عارفين حاجة. ما مدى افتقادكم لشريف؟ شريف كان حنين، بعده وسفره الدائم عن أسرته وبيته خلوه مليان حنيه، كان شهم وجدع وراجل بجد يقف مع الناس وقت الشدة مهما كان تعبان .. كان حنين على أهل بيته وولاده كان دائم السؤال عن أهل بيته وجيرانه.