بعيدا عن الأجواء السياسية لأعمال القمة الثلاثية الرابعة، بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية التى بدأت فى طوكيو اليوم "الأحد" وجمعت رئيس مجلس الدولة الصينى ون جيا باو، ورئيس الوزراء اليابانى ناوتو كان، والرئيس الكورى الجنوبى لى ميونغ باك، والتوقعات بنجاحها خاصة فيما يتعلق بالسلامة النووية وإدارة الكوارث، فقد أولت وسائل الإعلام الصينية اهتماما خاصا بزيارة المسئول الصينى ون جيا باو للمناطق المنكوبة جراء زلزال اليابان، واطلاعه على معاناة الأسر المشردة فى المجمعات المؤقتة. ونقلت غالبية القنوات التابعة للتليفزيون الوطنى "سى سى تى فى" والصحف اليومية تحقيقات مصورة ومتابعات عن معاناة الأسر اليابانية والأطفال والشيوخ، مركزة على المعنى وراء زيارة رئيس مجلس الدولة الصينى لليابان والتى تعنون ب"الدعم والتقارب". وتصف وسائل الإعلام الصينية "ون جيا باو" بأنه الشخصية السياسية التى تحظى بإعجاب الشارع الصينى لمواقفه الإنسانية الكثيرة، ونقلت مشهد وقوفه وسط الأنقاض ببلدة "ناتورى" اليابانية الساحلية التى ضربها تسونامى "صامتا مطبق الشفتين" أمام ما حدث فى أعقاب أسوأ زلزالين فى القرن ال21، بعدما استعاد بالذاكرة ما حدث لبلاده عام 2008 من زلزال مدمر، والآن يرى ما حدث باليابان. ومن اللافت قيام وسائل الإعلام الصينية ومنها الصحف اليومية، بنقل التفصيلات بدقة، واصفة ون جيا باو، وهو يرتدى سترة سوداء وحذاء رياضيا أثناء تفقده منطقة يورياج الساحلية فى ناتورى اليابانية التى شرد بها 7 آلاف مواطن، عندما وضع إكليلا من الزهور حدادا على الضحايا، ثم توجه بصحبة رئيس كوريا الجنوبية لى لزيارة منزل صغير فى فوكوشيما، حيث تستمر الحياة بالرغم من عدم وجود حجرات وأثاث، لكن المنزل تحول إلى مجرد حواجز محاطة بورق مقوى يصل ارتفاعه إلى متر، ومفروشة بالبطاطين. ويستكمل الإعلام الصينى المشهد فيقول: "ومثل إى يابانى، خلع "باو" حذاءه وسار فى وسط الأسر والأطفال المنكوبين متحدثا متعاطفا، وبعدما انتهى، توجه لوسائل الإعلام، وقال "سألتنى سيدة يابانية أن أرسم لها صورة، ابتسامة ففعلت، وقلت لها إنها يجب أن تعيش بابتسامة"، فمن الممكن أن يعمل اليابانيون بشكل مناسب على الخروج من الأزمة وإعادة بناء وطنهم الجميل"، مضيفا أنه "بنفسه من اتخذ قرار زيارة فوكوشيما لنقل التعاطف والدعم من الصين حكومة وشعبا، خاصة أن الدعم يأتى من الأصدقاء، ويأتى أيضا منهم". وهذه الكلمات وصفتها وسائل الإعلام الصينية بأنها دلالة كبيرة على حجم التقارب الصينى اليابانى، والتعاطف مع الكارثة الأخيرة، وعزم البلدين على التعاون والتقارب خاصة فى هذه الأوقات من الأزمات والتى ذكرت الصينيين بعواقب زلزال 12 مايو المدمر فى مقاطعة سيتشوان فى 2008 الذى أدى إلى وفاة أو فقد أكثر من 80 ألف شخص، وأرسلت وقتها اليابان فرق المساعدة. ووصولا إلى اللقاء الثلاثى الذى بدأ فى طوكيو اليوم بين الصين وكوريا واليابان، استشفت وسائل الإعلام الصينية مما سيسفر عنه الاجتماع من نتائج من خلال كلمات "ون" التى أكد خلالها "أنه فى مواجهة الكوارث، هناك مصير مشترك للبشر، وأنه يتعين على الصين واليابان، كجارين يفصلهما فقط "مجرى ضيق من المياه"، مساعدة بعضهما البعض وتعزيز التعاون لأنهما "فى القارب نفسه".