رحيل إبراهيم سعد الدين مفكر "التجمع"

ودع حزب التجمع، واحداً من أبرز مفكريه اليساريين، هو الدكتور إبراهيم سعد الدين الأمين العام للمجلس الاستشارى للحزب. وأصدر حزب التجمع بيانا نعى فيه الراحل، واعتبر رحيله خسارة للشعب المصرى والعالم أجمع، باعتباره أحد الرموز المدافعة عن الاشتراكية من ناحية، ومن ناحية أخرى كان أحد الخبراء القلائل فى علم الاقتصاد وفن الإدارة.
كان إبراهيم من مؤسسى حزب التجمع، وترأس لجنة الفكر والثقافة للحزب فى دورته الماضية 2003-2008، إضافة إلى رئاسة مجلس إدارة مجلة "اليسار الجديد" التى يصدرها الحزب، وكان مديرا لمنتدى العالم الثالث إحدى هيئات الأمم المتحدة فى مصر.
أكد محمد فرج، أمين التثقيف بحزب التجمع، أن الراحل كان من الكتاب المرموقين فى الفكر الاشتراكى، وتولى فى العهد الناصرى مسئولية المعاهد الاشتراكية، وكان من أهم كتبه الصادرة قبل انهيار الاتحاد السوفيتى كتاب بعنوان "أزمة النظام الاشتراكى"، الذى تنبأ فيه بحدوث أزمات شديدة فى المعسكر الاشتراكى، قائلاً، إنه ما لم تعالج هذه المشاكل، فستكون النتائج وخيمة، وكان أحدث كتبه بعنوان "حوارات مستقبل الاشتراكية".
وأضاف محمد فرج أن الدكتور إبراهيم سعد الدين، عرف بمواقفه الشجاعة، ومن أبرزها إدانته الرئيس الراحل صدام حسين أثناء غزوه الكويت، وهدد وقتها بالاستقالة من الحزب إذا لم يصدر بيان بذلك.
وانطلقت تجربة المفكر الراحل من فكر اشتراكى ديمقراطى دعا فيه إلى أن مستقبل مصر والخروج من الأزمات الاقتصادية الراهنة لن يتم إلا بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى تمسكه الشديد بدور القطاع العام مع عدم إغفال دور القطاع الخاص، فالأول يقود التنمية ووجوده ضروريا لمواجهة الفقر والبطالة.
كما رفض د. إبراهيم سعد الدين اللهث وراء القروض والمساعدات الخارجية واعتبرهما وهماً، لأن الاستثمار الخارجى من وجهة نظره لا يأتى أبدا لوطن اقتصاده ضعيف.
ومن المقرر تشييع جثمان الراحل، غداً بعد صلاة الجمعة من مسجد الحامدية الشاذلية، ويقام العزاء الأحد المقبل بدار مناسبات المسجد نفسه.