عقب يوم واحد من نشر صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حوار مع وزير الخارجية، نبيل العربى تحدث خلالها عن التزامه باتفاق السلام مع إسرائيل واستمرار تصدير الغاز لها وإن كان بسعر مختلف، نشرت نفس الصحيفة تقريرا يفيد بإعفاء إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما لمصر من نحو مليار دولار من الديون المستحقة عليها، ليكون بذلك أجرأ قرار تتخذه الإدارة الأمريكية حتى الآن لدعم حليف مهم لها فى منطقة الشرق الأوسط، وهو يسعى إلى التحول إلى الديمقراطية، الأمر الذى يطرح التساؤلات بشأن الهدف الفعلى وراء هذا الإعفاء. هل يكون الغرض منه مغازلة مصر ما بعد الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك والذى كان يعرف بتحالفه مع إسرائيل، فى محاولة جديدة لتبنى نفس النهج الذى سار على خطاه النظام السابق؟ فكل من واشنطن وإسرائيل أعربتا فى الآونة الأخيرة عن قلقهما البالغ إزاء توطد علاقة القاهرة بكل من حماس وإيران؛ الأولى تعتبرها واشنطن وتل أبيب منظمة إرهابية، والثانية عدو لدود لهما. وبالفعل تحدث العربى فى حواره مع صحيفة "واشنطن بوست" عن فتح صفحة جديدة مع كل دول العالم، حتى إيران، مشدداً على أن الأخيرة ليست عدو لمصر، "فمصر ليس لديها أعداء فى أى مكان"، هكذا أكد فى حواره لل"واشنطن بوست". وقالت الصحيفة الأمريكية اليوم الأحد إن قرار الإعفاء سيكون فى إطار حزمة مساعدات اقتصادية كبيرة تتضمن أيضاً حوافز تجارية واستثمارية تهدف إلى إعادة الاستقرار إلى مصر بعد المظاهرات الشعبية التى أجبرت الرئيس السابق حسنى مبارك على التنحى فى 11 فبراير. ورأت "واشنطن بوست" أنه على الرغم من انشغال إدارة أوباما مؤخرا بالحرب فى ليبيا والمظاهرات فى سوريا، إلا أنها تعتبر مصر أكثر أهمية من أى وقت مضى للمصالح الأمريكية، ووفقاً للصحيفة، فإنه منذ فترة طويلة تنظر واشنطن إلى مصر باعتبارها عنصر توازن فى منطقة الشرق الأوسط، ويمكن أن تكون نموذجا ديمقراطيا بالمنطقة، وفى حال فشلت ثورتها ستتحول إلى بؤرة لعدم الاستقرار أو التطرف. ومن ناحية أخرى، وصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية فى تقرير لمدير مكتبها فى القاهرة، جيفرى فليشمان السياسة الخارجية الجديدة التى تنتهجها مصر بال"مغامرة الدبلوماسية" لتغيير سياسة مبارك فى منطقة الشرق الأوسط، ونقلت عن مسئول إسرائيلى طلب عدم الإفصاح عن اسمه قوله "إن إسرائيل تمارس ضغوطا على الولاياتالمتحدة وأوربا لتحذير مصر بشأن تعاملاتها مع الفلسطينيين". وقالت الصحيفة، إن السياسة الجديدة تهدف إلى إعادة هيكلة سياستها الخارجية بما فى ذلك تحسين العلاقات مع حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة وقرارها بتجاهل اعتراضات إسرائيل وفتح معبر رفح بعد سنوات من غلقه لوقف تهريب الأسلحة إلى الفلسطينيين، وأشارت إلى أن مصر توسطت فى اتفاقية المصالحة بين حركتى فتح وحماس التى دامت القطيعة بينهما أربعة أعوام من اجل التعاون والاتحاد لإقامة دولة مستقلة. وأكدت الصحيفة، أن هذه التحركات تأتى فى الوقت الذى تقوم به القاهرة فى إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران الدولة التى تعتبرها الولاياتالمتحدة بمثابة تهديد خطير على الأمن والاستقرار الإقليمى، فى محاولة لإعادة سطوع نجمها كأبرز قوى سياسية فى المنطقة. وأضافت، أن السياسة المصرية الجديدة تغضب إسرائيل، كما أنها إشارة تدل على أن السياسة الجديدة سوف تختبر الحلفاء والأعداء بشأن مسائل حساسة من شأنها أن تقلب موازين القوة فى المنطقة. وأوضحت، أن المواقف الجديدة للسياسة المصرية تأتى فى أعقاب تصريحات لمسئولين مصريين مثل وزير الخارجية نبيل العربى الذى انتقد قرار إغلاق معبر رفح منذ عام 2007.