الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة هو المسئول المباشر عن كارثة الدويقة بسبب إهماله في إخلاء تلك المنطقة من السكان، رغم علمه بأنه من المحتمل سقوط أجزاء منه في أي لحظة طبقا لتحذيرات المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، لكنه لم يهتم وقتها.. والآن عندما وقعت المصيبة يريد أن يبعدها عن نفسه، فقال أن هناك قرارات إزالة صدرت منذ عدة سنوات ولكن الأهالي رفضوا تنفيذ القرار، وكأن هؤلاء الغلابة يستطيعون الوقوف أمام جبروت السلطة وأمنها المركزي. إنه الكذب السياسي حتى يحمي كرسيه، فهل منطقي أن يرفض مواطن أن ينتقل إلى شقة محترمة ويترك مكان يمكن أن يموت فيه، فهل يريد إقناعنا بأن القتيل هو المخطئ وأن الضحية هي المسئولة؟! هؤلاء المواطنون الغلابة تقدموا بعديد من الشكاوى للحي وللمحافظة، ولم يهتم بهم السادة المسئولين، ولم يجدوا أمامهم حل سوى الاعتصام أمام مبنى المحافظة، مطالبين بمنحهم الوحدات السكنية فى مشروع سوزان مبارك، الذي تم تمويله بمنح دولية. ولكن تم الاستيلاء على هذه الوحدات، من قبل العاملين فى حى منشأة ناصر، ولم يكتفى هؤلاء بذلك بل تاجروا بها، وأخذها من لا يستحق. المحافظ لم يحاسب مرؤوسيه رغم مخالفاتهم الفجة، فكيف يترك رئيس حي منشأة ناصر في موقعه بعد هذه المصيبة، كيف يتركهم وكأن شيئا لم يحدث، و كأن موت الغلابة أمر عادي، أو للدقة "هيصه وهتخلص" .. ناهيك عن الطريقة التي يتم بها اختيار رؤساء الأحياء من بين لواءات جيش وشرطة سابقين لا علاقة لهم بالعمل في الحياة المدنية ولا يفهموا فيه، ربما ما يميزهم هو السمع والطاعة لا أكثر ولا اقل. المشكلة الحقيقية أن المحافظين يتم تعينهم وبالتالي ولاءهم لمن أتي بهم، ويختارون مرؤوسين على أساس الولاء وليس الكفاءة .. فلو أن المحافظ يتم انتخابه لكان ولاءه للناس وما رأينا كل هذه المصائب وما ضاعت كل هذه الأرواح.