حثت شركة "فيليب موريس"، أكبر مُصنع للتبغ فى العالم، المدخنين على الإقلاع عن تدخين السجائر التقليدية والتحويل إلى الإلكترونية منها، فى حملة دعائية رُصد لها مليونا جنيه استرليني، وواجهت انتقادات لاذعة واتهامات بالنفاق. وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية اليوم الاثنين أن الحملة تُسمى "اكبح ولاعتي"، وتهدف إلى إقناع 4ر7 مليون مدخن فى بريطانيا "للإقلاع عن التدخين". وأشارت الصحيفة إلى أن شركة "فيليب موريس" أطلقت المبادرة كجزء من استراتيجية جديدة لدفع المدخنين إلى التحويل للمنتجات الإلكترونية الجديدة التى تنتجها الشركة. وانتقد مركز أبحاث السرطان البريطانى الحملة، متهما فيليب موريس ب "النفاق الصاعق"، كونها تحاول فقط الترويج لمنتجات التدخين البديلة مثل السجائر الإلكترونية والتبغ المسخن. وقال جورج باترورث الباحث فى مركز السرطان البريطاني: "هذا نفاق صاعق من شركة تبغ للترويج لمنتجات الانقطاع عن التدخين داخل بريطانيا، بينما تستمر فى الترويج للسجائر التقليدية فى جميع أنحاء العالم". وأكد باترورث أن "أفضل طريقة يمكن لفيليب موريس أن تساعد الناس فى التوقف عن التدخين هو التوقف عن صناعة السجائر"، مضيفا أن "التدخين هو أكبر سبب يمكن منعه، يؤدى للإصابة بالسرطان. نشجع الناس على التخلى عن التدخين تماما، حتى لو عن طريق استخدام السجائر الإلكترونية". وذكرت الصحيفة أن الحملة تتضمن موقعا إلكترونيا وفيديو دعائيا وإعلانات على مختلف الوسائل الإلكترونية والمطبوعة، واستندت الحملة على بحث أجرته هيئة الصحة العامة فى إنجلترا يشير إلى أن التدخين الإلكترونى يعتبر آمنا بنسبة 95% عن تدخين السجائر التقليدية. ونوهت الصحيفة بأن تلك هى المرة الأولى التى تطلق فيها شركة تبغ حملة إقلاع عن التدخين تهدف مباشرة إلى تشجيع المدخنين البريطانيين للاستغناء عن السجائر، لافتة إلى أن "فيليب موريس" أعلنت فى يناير الماضى عن "بناء مستقبلها على المنتجات التى لا تعتمد على حرق التبغ". وأشارت الصحيفة إلى أن "فيليب موريس" تصر على أن منتجاتها تلبى المتطلبات التنظيمية الصحية الصارمة، إلا أن هناك مخاوف مثارة حول سلامة التدخين الإلكترونى الذى بدأ فى الانتشار مؤخرا ولم يتم بعد إجراء دراسات طويلة المدى حول آثاره على الصحة. وأعرب البرلمانى البريطانى السابق فى لجنة الصحة سيمون برنز عن دعمه للحملة، قائلا: "أعتقد أنها مبادرة جيدة. أى شيء يساعد الناس على التحويل من السجائر إلى منتجات أقل خطورة يعد شيئا جيدا".