فى عام 2005 وتحديدا بعد أن ظهرت نتائج انتخابات مجلس الشعب فى مصر آنذاك، كتبت مقالا يحمل نفس العنوان واليوم أعيد الكتابة فى نفس الموضوع وبنفس العنوان مع إضافة رقم "2" لأننى أتوقع أن تستمر سلسلة إخوانوفوبيا لسنوات أو كلما ارتفع فيها سهم الإخوان الشعبى أو كلما اقترب الإخوان من السلطة شراكة مع غيرهم أو منفردين، فعفريت الإخوان الذين كتبت عنه مرات عدة لايزال يطلع للبعض ليل نهار رغم أنهم لم يكونوا فى السلطة منذ نشأتهم وحتى تاريخنا هذا ومع ذلك فالبعض يريد أن يحمل كل "بلاوى الدنيا" ويحرمهم حتى من شرف الانتساب لثورة 25 يناير هكذا وبسهولة ويسر دون أن يستوقفه أحد ويقول له " مهلا " أو"على رسلك" يا عزيزى. اليوم تعود نفس النغمة ويعزف نفس اللحن وإن اختلف العازفون وهذه هى سنة الحياة، يأتى جيل ويمضى آخر ويبقى اللحن ونفس الكلمات ربما مع تعديلات طفيفة أو تقديم وتأخير لا يخل أبدا بما فى نفس الكاتب ولا يميزه أبدا عن زميله أو زملائه الذين كتبوا نفس الأغنية ورددوا نفس اللحن وأثبتت الأيام أن كلمات أغنياتهم ركيكة وتركيبة لحنهم ضعيفة وطريقة عزفهم عفا عليها الزمن ولكن يبدو أن البعض لايقرأ أو يقرأ فلا يفهم وإن فهم فلا يريد أن يصدق أن تحولا كبيرا حصل على أرض الواقع وأن الدنيا تغيرت! تقول كلمات الأغنية القديمة إن الإخوان قادمون ليخضعوا النساء لتبعية الرجال وليفرضوا الحجاب والنقاب وليقطعوا يد الناس وربما يصلبونهم على جذوع النخل حتى يأتوا إلى "مرشد الإخوان" مذعنين! نسى المؤلف أو المؤلفون أن المرأة فى صفوف الإخوان المسلمين تحمل الدكتوراه وتربى أجيالا يعرفون قيمة الإنسان، لذا فقد أنجبوا رجالا ونساء متفوقين ورموزا نابغين فى كل ميدان، هذه المرأة الإخوانية التى يراها البعض مختطفة تماما، مثلما اختطف الإخوان الثورة قدمها الإخوان مرشحة فى عدة انتخابات برلمانية ونجح البعض منهم ورفض النظام "المفترض أن الإخوان متحالفون معه" بإسقاطهن جميعا لمنع الحرج عن سيدة مصر الأولى التى لطالما وقف خلفها مصفقا ومهللا بعض رموز الثقافة السابقين والحاليين. الفقرة الجديدة التى أضيفت إلى أغنية أو موال "بعبع الإخوان" هى علاقة الإخوان بثورة 25 يناير وأن الإخوان أضافوا إلى جرائمهم جريمة اختطاف الثورة مثلما حاولوا خطف ثورة يوليو 1952. هذه فقرة جديدة وربما يدعى شعبان عبد الرحيم ليغنيها ضمن فقرات الأغنية الجديدة "أخوانوفوبيا" يا سادة انتبهوا للحقيقة وإن كانت مرة... الإخوان كانوا فى قلب الثورة، بل كانوا من بين من صنعوها لأنهم سجنوا كما لم يسجن أحد وشردوا كما لم يشرد أحد وقفوا فى وجه النظام بينما كان البعض يفاوض النظام على مقعد بالتعيين فى مجلس الشعب أو الشورى. عطلت مصالحهم وانتهكت حرمات بيوتهم فى أنصاص الليالى صودرت أموالهم وفصل عمالهم من أعمالهم طورد كل من يعرفهم حتى كان الرجل يتقدم للزواج من ابنة أحدهم فتطارده خفافيش أمن الدولة حتى أن شركة عقارية عوقبت لأنها باعت لرمز من رموز الإخوان شقة أو بيت منع كتابهم ومفكريهم من التواصل مع الناس والرأى العام. شوهت صورتهم وحوربوا إعلاميا، وبعد كل ذلك يقول قائل إنهم كانوا على وئام واتفاق مع النظام.. كل ما أعرفه أن الحياء شعبة من شعب الإيمان!!! لم ينس مؤلفو الأغنية أن يتحدثوا عن علاقة الإخوان بالنظام القديم وعن الاتصالات واللقاءات والتنسيق والمتابعة مع النظام.. يا سلام! وإذا كان الإخوان مستأنسين لتعذيب النظام لهم وسجنهم فلماذا لم يؤيدوه ويطالبوه بالبقاء ولماذا يخرجون فى مظاهرات مليونية يعلم الجميع أنهم وقودها وعتادها وقوتها ومددها ولا ينكر ذلك إلا يكذب نفسه! ولماذا لا يخرجون لنا وثائق تثبت عمالتهم للنظام؟ وماذا نقول فى أقوال الرئيس المخلوع واتهامه للإخوان بأنهم خطر على النظام، أو يكونوا خطرا عليه ويتواصل معهم النظام؟ أين عقلى! ثم هل أصبح الإخوان ساديين إلى هذه الدرجة، يستعذبون التعذيب ويرفضون الحرية! ما هذا أيها الكتاب! ما هذا أيها المفكرون! ضمن فقرات أغنية الإخوان الجديدة فقرة مهمة هى فقرة الإخوان والسلطة، أو على حد تعبير البعض "الإخوان حين يمدون أعينهم على السلطة " ولست أدرى لماذا ينكر البعض على الإخوان أن يصلوا إلى السلطة؟ وهل اختص الله غير الإخوان ليكونوا وزراء ومسئولين من بين الناس؟ وهل هناك مادة فى الدستور أو نص فى قانون يحرم الإخوان من السلطة! ثم وعلى رأى القذافى "من أنتم" حتى تمنحوا الإخوان أو غيرهم صك الوطنية أو شهادة صلاحية لدخول البرلمان أو لتولى وزارة أو حتى رئاسة الوزراء. أفهم أن نطرح أفكارا محددة وأسئلة موضوعية ونناقش فيها الإخوان إذا كانوا هم قدرنا السياسى! أتفهم أن يخاف البعض من الإخوان وأقدر أكثر حوارًا متبادلا لا سبابا وتخوينا وكلمات تقطر زيفا وخداعا ولا تعبر عن شىء ذى مضمون اللهم إلا الكراهية فقط دون مبررات ولا اعتبارات ودون إتاحة الفرصة للآخر لكى يعبر أو يوضح أو يبين! لو كنت مكان الخائفين من الإخوان لتحركت وسط الناس لأقدم نفسى بديلا حقيقيا للإخوان لا أن أتهم الشعب بالأمية والتخلف والجهل! أليس هذا هو الشعب العظيم الذى قام بالثورة كيف تتهمونه اليوم بالتخلف؟ أليس هذا هو الشهب الذى أسقط الصنم فما بالكم اليوم تتهمونه بالغباء والجهل وعدم معرفة حقيقة ما يدبره له الإخوان؟ أحيانا أسأل نفسى: هل هؤلاء مثقفون حقيقيون؟ هل لهؤلاء برنامج إصلاح حقيقى أم أنهم يتعيشون على نقد برامج الآخرين؟ لماذا لم نسمع لهؤلاء صوتاً من قبل الثورة؟ ولماذا الآن؟ هل استفاق هؤلاء اليوم وبعد مرور أكثر من شهرين على حقيقة لم يكونوا يعرفونها؟ هل كانوا أغبياء إلى الدرجة التى لم يدركوا معها حجم الإخوان وقوتهم؟ ألم يشعروا بهذه القوة وهذا التنظيم أيام النظام البائد؟ الإجابة هى أنهم كانوا يعرفون ويحرضون النظام فسقطوا مع سقوط النظام. واليوم يبحثون عن نظام آخر يحرضونه، ولكنهم للأسف لن يجدوا من يسمع لهم! آخر السطر أعتقد أن عقوبة مثل هؤلاء أن يحكم عليهم بقراءة ما كتبوه ثلاث مرات يوميا حتى يدركوا حجم جريمتهم فى حق أنفسهم وفى حق القراء ...