شدد مفكرون، أغلبهم أمريكان، على زيف الرواية الأمريكية عن 11 سبتمبر فى كتاب "الحادى عشر من سبتمبر والإمبراطورية الأمريكية" 9/11 And American Empire . حيث قال ديفيد راى جريفين وبيتر ديل سكوت محررا الكتاب إن باحثين لا ينتمون إلى التيار السائد توصلوا إلى أدلة تفند الرواية الرسمية بشأن المسئول النهائى عن تلك الهجمات، التى أصبحت بمثابة الأساس المنطقى وراء ما يقال إنها حرب عالمية على الإرهاب استهدفت حتى الآن كلا من أفغانستان والعراق، وبمثابة المبرر وراء التدنى المسرف فى سقف الحريات الممنوحة للشعب الأمريكى. ويرى المحرران أن هناك تجاهلا لأدلة يقدمها باحثون مستقلون بحجة أنهم "أصحاب نظرية المؤامرة" ويبديان دهشة من كيفية اتفاق أكاديميين ودبلوماسيين فى نظرية المؤامرة، ولا يستبعدان أن تكون الرواية الرسمية حول 11 سبتمبر هى فى حد ذاتها نظرية للمؤامرة، فهى تزعم أن الهجمات تم تنظيمها بالكامل على أيدى أعضاء عرب مسلمين فى تنظيم القاعدة، بإيعاز من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن القابع فى أفغانستان، حيث كانت تؤويه جماعة طالبان التى كانت تحكم أفغانستان حتى نهاية 2001. تقع ترجمة الكتاب العربية فى 256 صفحة كبيرة القطع، وصدر عن نهضة مصر فى القاهرة وشارك فيه 11 شخصا بارزا لا يمكن -حسب محررى الكتاب- أن يكونوا "بالمعنى السلبى للمصطلح" من أصحاب نظرية المؤامرة. فيقول مورجان رينولدز، الأستاذ بجامعة تكساس والعضو السابق بإدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش إن "أحداث الحادى عشر من سبتمبر كانت عملية زائفة.. أكذوبة كبيرة لها علاقة بمشروع الحكومة الأمريكية للهيمنة على العالم." وعن فكرة الهيمنة العالمية، يقول أستاذ القانون ريشارد فوولك وهو رئيس مؤسسة سلام العصر النووى، إن "إدارة بوش يحتمل أن تكون إما سمحت بحدوث هجمات الحادى عشر من سبتمبر، وإما تآمرت لتنفيذها لتسهيل ذلك المشروع"، مضيفا أن هناك خوفا من مناقشة حقيقة ما حدث ذلك اليوم حتى لا تكتشف أسرار يصفها بالسوداء. ويشدد أستاذ الفلسفة جون ماكمورترى على أن "زيف الرواية الرسمية.. جلى لا شك فيه"، مستشهدا على استنتاجه بأن الحروب التى أعلنت عقب الهجمات انطلقت من أسباب استراتيجية، فما وصف بحرب " تحرير العراق" خير مثال على ما يسميه القانون الدولى.. الجريمة العظمى. ويقول المحرران إن المساهمين فى الكتاب يحظون بكثير من الاحترام، فعشرة منهم يحملون درجة الدكتوراه وتسعة أساتذة فى جامعات عريقة، وكان أحدهم ضابطا فى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إضافة إلى بيتر فيليبس مدير مشروع مراقب Project Censored وهو محرر كتاب (الرقابة والتعتيم فى الإعلام الأمريكي.. أهم 25 قصة اخبارية خضعت للرقابةThe Year's top 25 Censored Stories) ويعد مشروع "مراقب" جزءا من حركة الإصلاح الإعلامى ويدار منذ بدايته عام 1976 من خلال قسم علم الاجتماع بمدرسة العلوم الاجتماعية بجامعة سونوما الأمريكية، ويركز على القصص الإخبارية المهمة التى يقول إن وسائل الإعلام التابعة للشركات الكبرى تتجاهلها. وتقول كارين كوياتكوفسكى الأستاذة الجامعية التى عملت ضابطة بالجيش الأمريكى لمدة عشرين عاما حتى 2003، إنها كانت حاضرة يوم 11 سبتمبر 2001 فى وزارة الدفاع، وإن "لجنة 11 سبتمبر لم يكن بين أعضائها أى شخص قادر على تقييم الأدلة من الناحية العملية"، مضيفة أنها لم تر حطام الطائرة التى قيل إنها ضربت مقر وزارة الدفاع ولا الدمار الذى يتوقع أن يحدثه هجوم جوى. من جهته، يرى ستيفن جونز، أستاذ الفيزياء بجامعة بريجهام، أن طبيعة انهيار البرجين التوأمين والمبنى رقم 7 بمركز التجارة العالمى لا تفسرها الرواية الرسمية، فالطائرات لم تسقط البنايات والتفسير الأقرب أن تدمير تلك البنايات كان من خلال عملية هدم بالتفجير المتحكم به تمت باستخدام متفجرات مزروعة سلفا. ويتفق المهندس كيفين رايان مع جونز فى التشكيك فى التقرير الرسمى حول انهيار البنايات، ويراه غير علمى، مضيفا أن التوصل إلى السبب الحقيقى "مسألة ذات أهمية قصوى لأن ذلك الحادث هو الذى هيأ الشعب الأمريكى نفسيا لتقبل ما يسمى بالحرب على الإرهاب". ويقول، أولا توناندر الأستاذ فى معهد بحوث السلام الدولى فى أوسلو بالنرويج، إن الأثر الأخطر للهجمات هو استغلال ما يسميه إرهاب الدولة وتطبيق استراتيجية التوتر على العالم بعد ترسيخ سلام أمريكى يفرض على الآخرين تحت قناع الحرب العالمية على ما تعتبره واشنطن إرهابا. ويقول محررا الكتاب فى المقدمة إن جهودا بدأت تتضافر للتوصل إلى تلك الحقيقة، منها هذا الكتاب إضافة إلى تأسيس منظمة يرأسها جونز بمشاركة نحو 50 أكاديميا ومفكرا منهم خبراء عسكريون سابقون وأطلقوا على أنفسهم اسم حركة الحقيقة بشأن الحادى عشر من سبتمبر. ويرى ديل سكوت، وهو دبلوماسى سابق وأستاذ جامعى، أن "الشعب الأمريكى وقع ضحية التضليل" فى حين يناقش جريفين الروايات "المتناقضة" كما وردت فى الرواية الرسمية، قائلا إن سلوك الجيش الأمريكى يوم 11 سبتمبر "يشير إلى تورط قادتنا العسكريين فى الهجمات... انهيار برجى مركز التجارة والبناية رقم 7 كان مثالا على عملية هدم بالتفجير المتحكم به تمت بزرع متفجرات فى جميع أرجاء المبنى".