ارتبطت الطائفبمكةالمكرمة بعلاقات وثيقة فى عصور ما قبل الإسلام، وعرفتا بالقريتين أو المكتين لارتباطهما الوثيق فى النواحى السياسية والاقتصادية والدينية، وقد جاء ذكرهما فى الآية الحادية والثلاثين من سورة الزخرف: {وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم}. وترقد الطائف على إرث حضارى يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ، ولا تذكر الطائف إلا ويذكر معها سوق عكاظ أحد أشهر أسواق العرب ومنتدياتهم الثقافية، وتشرفت الطائف باحتضان طفولة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مرابع بنى سعد. ويبدأ الكتاب بالحديث عن موقع الطائف ونشأتها، ثم يسرد تاريخها قبل الإسلام ونزول قبيلة ثقيف بها، وينتقل إلى مناقشة العلاقات الوثيقة بين الطائفومكةالمكرمة ومدى الارتباط الاقتصادى والدينى الذى جمع بين المدينتين رغم عدم وجود نظام سياسى واحد يربط بينهما. وينتقل الكتاب بعد ذلك إلى حملة أبرهة التى مرت بالطائف فى طريقها إلى مكةالمكرمة فى سنة571م عام الفيل، عندما حاول هدم الكعبة، ونظراً لكثرة شعراء الطائف فى الجاهلية والإسلام يحتوى الكتاب على فصل يضم بعض أشعارهم. وناقش الكتاب ارتباط الطائفبمكةالمكرمة منذ ظهور الإسلام بدءاً من رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها وعرضه الإسلام على أهلها، ثم غزوة حنين، وفتح الطائف ودخولها فى الإسلام، ويعقب ذلك فصل عن الطائف فى كتابات الرحالة، أما المواقع الأثرية فى الطائف فتضم ما يلى: السور الذى أزيل سنة 1367ه/1948م أمام التوسع العمرانى وسوق عكاظ، وناقش الكتاب جميع الآراء التى تباينت حول موقعه، والمساجد ومنها: مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد عبد الله بن عباس ومسجد عداس الذى شيد فى المكان الذى لجأ إليه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن هاجمه بعض السفهاء أثناء زيارته للطائف، ومسجد الكوع وتعد السدود من أهم الآثار التى تشتهر بها الطائف، ويعود الكثير منها إلى العصور الإسلامية المبكرة مثل سد سيسد الذى شيد سنة 58ه، وسد قريقير وسد وادى داماء وسد ثلبة وسد السملقي وسد رحاب وسد العقرب وسد السداد وسد الدرويش وسد الأحيمر وغيرها. أما القصور فأهمها قصر شبرا الذى شيده الشريف على بن عون سنة 1325ه/1907م وقصر الكاتب وقصر الكعكى وقصر ابن ثعلي، أما الأبراج والقلاع فكثيرة فى مدينة الطائف وما حولها ومنها: قلعة القشلة وقلعة العزيزية وقلعة العرفاء وحصن بديوى، ولكون الطائف من أشهر مصائف الجزيرة العربية فقد خصص الكتاب فصلاً عن المواقع السياحية مثل: الهدا، والشفا، ومتنزه الطائف الوطنى وغيرها. واختتم الكتاب بفصل عن الورد الطائفى، وهو الورد ذو اللون الزهرى الذى يزرع بصفة خاصة فى الشفا والهدا، ويتحول إنتاج الطائف من الورد إلى عطور تحظى بشهرة واسعة فى العالم، حيث يتم تسويقه على نطاق واسع.