الطريق إلى اليونسكو مفروش بالتصريحات السيئة، والتضحيات السياسية والثقافية، هذا ما تيقن منه وزير الثقافة الفنان فاروق حسنى المرشح لمنصب مدير المؤسسة الدولية، فقرر السير فى الطريق إلى نهايته مهما كان الثمن. "أنا مستعد لزيارة إسرائيل"، هذا ما قاله الوزير فى أول حديث له لصحيفة إسرائيلية، هى صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مناقضاً مواقفه السابقة تماماً، من رفض زيارة الأراضى المحتلة، والوقوف بقوة ضد التطبيع الثقافى مع الصهاينة، رغم أن الموقف الرسمى لا يعارض وجود علاقات سياسية، وتطبيع اقتصادى بين مصر وإسرائيل. فاروق حسنى قال لسمدار بيرى محررة الشئون العربية بالصحيفة، إنه غير مستعد لتغيير موقفه المعارض للتطبيع الثقافى مع إسرائيل، مع اعترافه بإمكانات إسرائيل الثقافية، مشيراً إلى أنه لا يكره إسرائيل بأى حال من الأحوال، وأنه ليس معادياً للسامية. محررة الصحيفة وجهت سؤالاً إلى الوزير، بشأن تصريحه الشهير حول "حرق الكتب الإسرائيلية"، الذى أثار الرأى العام الإسرائيلى ضده، وعلى رأسه السفير الإسرائيلى بالقاهرة شالوم كوهين، فأجاب حسنى: "كنت غاضباً، ولم أقصد على الإطلاق إحراق الكتب الإسرائيلية، مبرراً موقفه، بأنه لا توجد مثل هذه الكتب من الأساس". الدكتور سعيد عكاشة، رئيس وحدة الدراسات العبرية بالمنظمة العربية لمناهضة التمييز، علق على تصريحات الوزير الأخيرة قائلاً: "فاروق حسنى غير مستعد بشكل مطلق للسفر لإسرائيل، ولكنه وضع إقامة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كشرط أساسى لزيارة إسرائيل وللتطبيع"، وأكد عكاشة أن الهدف من تصريحات الوزير الأخيرة، هو التنصل من تصريحات حرق الكتب التى سبقتها، لاستعطاف إسرائيل واليهود، خوفاً من حشد إسرائيل واللوبى اليهودى بالغرب حملة ضده، تؤدى إلى عدم وصوله لليونسكو، واختتم عكاشة كلامه بقوله: "لا أرجح فوز فاروق حسنى بالمنصب المرشح له". صلاح عيسى رئيس تحرير جريدة "القاهرة"، ينفى أن تكون تصريحات حسنى محاولة لكسب تأييد إسرائيل ويهود الغرب، لأن الدولة العبرية لا تملك إفساد عملية ترشيحه لمنصب اليونسكو، لأنها ليست عضوة فى مجلس إدارة المنظمة وليس لها صوت مؤثر. ◄لمعلوماتك: ولد فاروق حسنى عام 1938وتولى وزارة الثقافة عام 1987 حتى الآن.