مصر ترفض مقترح إسرائيلي بشأن معبر رفح    واشنطن عن دعوة القمة العربية نشر قوات دولية في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة: قد تضر جهود هزيمة حماس    اسكواش - خماسي مصري في نصف نهائي بطولة العالم    أزمة بسبب حل لجنة مسابقات القسم الثاني.. واتحاد الكرة يرد    الوادى الجديد: استمرار رفع درجة الاستعداد جراء عواصف ترابية شديدة    بسبب البخاري والعلمانية، أول خلاف يظهر للعلن بين يوسف زيدان وإبراهيم عيسى وإسلام بحيري (فيديو)    تعرف على المستفيدون من العلاوات الخمسة الدفعة الجديدة 2024    استشهاد فلسطينية وإصابة آخرين جراء غارة للاحتلال على مدرسة في مخيم النصيرات    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    تعرف على.. آخر تطورات الهدنة بين إسرائيل وحماس    حزب الله اللبناني يعلن استهداف فريقا فنيا للجيش الإسرائيلي في ثكنة راميم    خصم نصف المرتب لمدة 6 شهور لهذه الفئة من الموظفين    تراجع سعر الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء الجمعة 17 مايو 2024    جهاد جريشة: لا بد من محاسبة من تعاقد مع فيتور بيريرا    الرياضيون الأعلى دخلا في العالم 2024، رونالدو يتفوق على ميسي    محمد شريف: التعادل مع اتحاد جدة ليس سيئا    سعر السكر والزيت والسلع الأساسية بالأسواق في ختام الأسبوع الجمعة 17 مايو 2024    موعد عيد الاضحى 2024 الأردن.. وإليك عدد أيام إجازة العيد    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    تحذير شديد من الأرصاد الجوية بشأن الطقس اليوم الجمعة 17 مايو 2024    القبض على المتهم بقيادة دراجة نارية والقيام بحركات استعراضية بالدقهلية    عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم الجمعة 17-5-2024 «بيع وشراء» في مصر (التفاصيل)    حظك اليوم برج الحوت الجمعة 17-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    حظك اليوم برج الدلو الجمعة 17-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. مفاجآت سعيدة    حظك اليوم برج الجدي الجمعة 17-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ميلاد الزعيم.. سعيد صالح وعادل إمام ثنائي فني بدأ من المدرسة السعيدية    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    «السياحة» تلزم شركات النقل بالسداد الإلكتروني في المنافذ    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    شاهد.. انطلاق فعاليات قمة رايز أب لريادة الأعمال بحضور وزيرة التخطيط    بعد مد فترة تلقي الطلبات، المستندات المطلوبة للتقديم في وظائف القطار الخفيف    "التعليم" تعقد ورشة عمل بعنوان "الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم"    الفيوم تستضيف الجلسة ال26 للجنة قطاع العلوم الأساسية على مستوى الجامعات    ضمن مسرح الطفل.. فرقة أحمد بهاء الدين ب أسيوط تقدم عرض «الفنان»    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    لراحة القلب والبال.. أفضل دعاء في يوم الجمعة «اللّهم ارزقني الرضا وراحة البال»    إصابة 8 أشخاص في حادث تصادم سيارتين أعلى القوس الغربي بالجيزة    الدوري الإسباني.. برشلونة يتفوق على ألميريا في الشوط الأول    الإعلام الحكومي بغزة ينشر أسماء 100 أكاديمي فلسطيني قتلهم الاحتلال    توقيع الكشف الطبي على 1161 مواطنا في قافلة لصحة البحيرة    الاتحاد يتأهل إلى نهائي المربع الذهبي لكرة السلة    الناتو: القوات الروسية أثبتت قدرتها على التقدم بمرونة كبيرة    جامعة بني سويف من أفضل 400 جامعة عالميا.. والرابعة محليا    بالفيديو.. نصيحة هامة من الشيخ خالد الجندي إلى الأباء والأمهات    وزيرا التعليم والأوقاف يصلان مسجد السيدة نفيسة لتشييع جثمان وزير النقل السابق - صور    فانتازي يلا كورة.. الثلاثي الذهبي قبل الجولة الأخيرة في بريميرليج    أحلام الشباب في اقتناص ثروات الذكاء الاصطناعي تتحطم على صخرة الجامعات الحكومية    لجنة مركزية لمعاينة مسطح فضاء لإنهاء إجراءات بناء فرع جامعة الأزهر الجديد في برج العرب    15 يوما إجازة رسمية بأجر في شهر يونيو المقبل 2024.. (10 فئات محرومة منها)    وكيل الصحة بالقليوبية يتابع سير العمل بمستشفى القناطر الخيرية العام    هل يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة بنية واحدة؟.. الإفتاء توضح    بمشاركة مصر والسعودية.. 5 صور من التدريب البحري المشترك (الموج الأحمر- 7)    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024 عبر بوابة التعليم الأساسي (الموعد والرابط المباشر)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مخيم الشباب"القومى".. رحلة من مصر للمغرب

أفكارى السياسية وانتماءاتى الحزبية وجلسة طويلة مع مجموعة من شباب اليسار المصرى بكافة فصائله القومية والناصرية والشيوعية، حولتنى بالصدفة إلى رقم فى الوفد المصرى المشارك فى مخيم الشباب القومى العربى فى دورته الثامنة عشر بثانوية علال الفاسى بمدينة ايفران بالمملكة المغربية، باستضافة "جمعية الشعلة للتربية والثقافة".
الطريق إلى المخيم طويل طول المسافة من مصر إلى المغرب، نصحبكم إليه فى جولة سريعة لليوم السابع ..سفركم لا يحتاج جواز سفر ولا تأشيرة ولا تذكرة طيران، ولن تتكبدوا مشقة الشباب الذى شارك فى المخيم، فقط الرحلة تبدأ عبر السطور القادمة.. بعد الاستقرار على أسماء أفراد الوفد المصرى المشارك بدأت الصعوبات فى الظهور.. 15 شابا وفتاة تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 25 يحلمون بالسفر إلى المغرب، للمشاركة فى فعاليات المخيم الذى يتحمل بدوره تكاليف الإقامة والانتقالات الداخلية،وعلى الجهة التى يمثلها كل مشارك تحمل تكاليف التأشيرة وتذكرة الطيران، فهل توجد أى جهة سياسية تعتنق الفكر اليسارى فى مصر قادرة على تمويل رحلة مثل هذه إلا إذا كان المشارك رئيسها المباشر؟
بحل شفرة علامات الاستفهام وصلنا إلى المربع رقم صفر بإجابة أحزابنا "الميزانية لا تسمح اللى عايز يشارك يسافر على حسابه"، إجابة سريعة وواقعية من أحزاب لا تعرف قيمة المشاركة الشبابية، تجهل حتى بناء الكوادر من الشباب، أو تتجاهل هذا حتى يحتفظ رؤساؤها بأماكنهم داخلها إلى الأبد، تحت شعار "مافيش بديل " مما حول ارتباط الشاب بها إلى ارتباط فكرى لا أكثر .
"اللى عايز يشارك يسافر على حسابه" جملة كانت كفيلة بانخفاض العدد الى أربعة مشاركين ممن لديهم القدرة المالية على تحمل تكاليف السفر، التى وصلت إلى 4 آلاف جنية قيمة " التذكرة والتأشيرة ". حزب الأربعة الذى كنت واحدة منه قرر تأسيس"حزب القهوة" من أجل الشباب الذى يرغب فى المشاركة ولا يملك المال. "هنسافر كلنا "تحدى حقيقى أطلقناه من جلسه صغيرة كانت على "قهوة الندوة الثقافية" بوسط البلد، والتى كانت ملتقانا للإعداد للمخيم، فنحن لا نستطيع أن نلتقى فى مقار أحزابنا التى ترفض حتى مشاركتنا!
"حملة تبرعات" كانت الحل الوحيد الذى توصلنا إليه بعد جدل ومناقشات طويلة بيننا، بعد أن انخفض عددنا إلى الرقم 10، وكانت الأسئلة محيرة والخيارات صعبة جدا، من المتبرعون؟ ولماذا سيتبرعون؟ وما الهدف؟ وغيرها من علامات الاستفهام التى حولت الفكرة إلى سلسة من المستحيلات، و كان الإصرار هو الدافع وراء عدم فشل الفكرة. قائمة طويلة ضمت العديد من أسماء رجال الأعمال ذوى الحس السياسى الذى يختلف عنا، معظمهم رفض الفكرة من أساسها، ومنهم من دفعنا معنويا ومنهم من تمنى لنا التوفيق، ومنهم من رحب بمساعدتنا ماديا.
أخيرا بدأت بوادر نجاح الفكرة فى الظهور بعد أول موافقه لمساعدتنا من الدكتور "هانى عنان " الذى تحمل تكلفة تذكرة سفر واحدة، وبهذا أصبح العدد خمسة أفراد، واستكمالا لرحلة جمع التبرعات جاءت موافقة المهندس" ممدوح حمزة" رغم أنه رجل أعمال ليس له أى نشاط سياسى، إلا أنه فاجأنا بموافقته على دعمنا بسعر تذكرتين، ولكنه اشترط أن يكونا من نصيب الطلبة ممن لا يملكون أى دخل وزاد العدد إلى 7 مشاركين .
مكالمة تليفونية بيننا وبين "مجدى المعصراوى" الذى رشح مشاركين آخرين، لم تتبق إلا تذكرة واحدة لأهم مشارك فى الوفد"عبد العزيز "رئيس الوفد والمشارك السابق الذى رشح سفرنا.. جددنا الاجتماعات والاتصالات حتى تم جمع تكلفة تذكرته من تبرعات شخصية من جميع المشاركين،إلى أن تحقق الحلم الذى كان طويلا وصعبا جدا . ومع أول اجتماع لحزب القهوة بعد تجميع تكاليف السفر، كانت عبارة "هنسافر كلنا" مليئة بالحزن، بعد أن فقدنا فى طريق الحلم "محمود بدر " و "مى مجدى" و"أحمد بلال " و"مصطفى محمود " الذين لم تسنح لهم فرصة المشاركة هذا العام .
عشرة مشاركين، هو العدد النهائى للوفد، توجهوا مباشرة إلى 14 صلاح الدين بالزمالك للحصول على تأشيرة السفر من السفارة المغربية، والتى أكد لنا الموظفون فيها أنه لن يسمح لنا بالسفر غدا لأننا فى حاجة لأكثر من 6 أيام للحصول على تأشيرة زيارة للملكة المغربية، هذا هو النظام المعمول به فى السفارة وفى كل سفارات العالم ولكن ظروف وفد مخيم الشباب القومى العربى تختلف ... بدأت المشاكل فى الظهور من جديد، كيف سننتظر أسبوعا للحصول على التأشيرات وطائراتنا ستنطلق إلى الدار البيضاء فى الثامنة من صباح الغد؟ والمخيم سيبدأ بعد يومين؟
علامات استفهام عديدة بدأت فى الظهور أمامنا فجأة، ومن بعدها علامات التعجب ومن بعدها علامات اليأس والاستسلام ...هنا فقط تذكرت أنى صحفية لا مجرد مشاركة فقط فى الوفد ولى علاقات طيبة مع بعض القائمين على أعمال السفارة، وجدت نفسى اتصل بالملحق الإعلامى"اليملى المصطفى" الذى رحب على الفور بمساعدتنا بعد ما شرحت له أبعاد الموضوع ومدى علاقة حصولنا على التأشيرة اليوم بضياع تذاكر السفر والاشتراك فى المخيم، كان جوابه منطقيا "لا يوجد أحد يحصل على تأشيرة سفر قبل ميعاد الطائرة بساعات ولكننا سنساعدكم ".
انفصلنا ...تركت ثمانية من الشباب خارج أسوار السفارة ودخلت أنا والزميل أحمد إسماعيل منشط الوفد لمقابلة القنصل "يونس بابنا" الذى بدأت من داخل مكتبه تنتهى إجراءات التأشيرات التى استغرقت أكثر من 11 ساعة ينتظرنا الشباب فيها على الرصيف المقابل للسفارة. بعد يوم كامل قضيناه فى رحاب السفارة المغربية بالقاهرة، حصلنا على التأشيرة بالفعل أصبحت مطبوعة فى جواز سفرنا وتذاكر الطيران فى أيدينا، لم يتبق لنا فى مصر سوى أقل من 10 ساعات، بعدها نغادر قاهرة المعز إلى الدار البيضاء.. فهل هذه آخر العقبات لم مازالت تتنظرنا المفآجات !
وصلنا إلى مطار الدار البيضاء بعد رحلة طيران 6 ساعات، ومنه إلى مأوى الشباب بمنطقة الديون بالقرب من الميناء القديم، والذى يعتبر جزءا من المدينة القديمة، والتى ينتشر فيها السرقة لأن كل من يسكن فيها أجانب من فقراء المشرق و المغرب وحتى أوروبا أقمنا فيه يومين لحين بدء المخيم. الانتقال من كازبلانكا إلى منتجع " ايفران " استغرق أربع ساعات، وصلنا بعدها إلى ثانوية "علال الفاسى"، حيث بدأت تتجمع وفود الشباب من مختلف الأقطار العربية لتعلن قائمة المحظورات والممنوعات، التى تعتبر بمثابة قانون المخيم الذى يلتزم به الجميع، منسقون ونشطون ومشاركون، وحتى أعضاء الإدارة وحتى أعضاء لجنة التحكيم .
الاستيقاظ الساعة السادسة صباحا، رياضة حتى السابعة، وإفطار حتى الثامنة، لتبدأ من التاسعة جلسات النقاش و المحاضرات واللقاءات حتى التاسعة مساء، والتى تبدأ وتنتهى بنشيد المخيم الذى نستيقظ وننام على ألحانه، تبدأ السهرات لتتنوع كل يوم بشكل قطر من أقطارنا العربية، الحفلة المصرية أولى الحفلات ومن بعدها المغربية وآخرها الشامية، هذا بالإضافة إلى معرض ختامى لكافة الأشكال التراثية المعبرة عن بلد الوفد المشارك.
بدأت عملية تقسيم الوفود إلى مجموعات لكسر حدة القطرية بين المشاركين ولدمجهم تحت أسماء على أسماء مناضلى المغرب العربى، مجموعة عبد القادر الجزائرى، مجموعتى ترأسها بالانتخاب المشارك "سالمان حرب " من لبنان الذى سرعان ما أطلقت عليه "آية الله " اللقب الذى انتشر بالمخيم نظرا لأخلاقه الطبية وأفكاره المتزنة التى تصب فى بوتقة" حزب الله ".
فى احتفالية رسمية ضخمة كان الافتتاح الرسمى لمخيم الشباب القومى العربى فى دورته الثامنة عشر بالمغرب بحضور ممثلى الحكومة ومندوب عن الملك و روساء الأحزاب السياسية وقيادات المجتمع المدنى، بالإضافة إلى القيادات الراعية للشباب فى المغرب، كلمة "عبد الله عبد الحميد "مدير المخيمات عبرت عن كل الشباب بالمخيم، بداية من عذابات السفريات والمطارت التى لم تقف أمامهم ليأتوا إلى مغربنا العربى ليقولوا إننا أمه واحدة من محيطها إلى خليجها لنجسد حلم الوحدة العربية على مدار 15 يوما.
جاواء كما يقول اللبنانى "عبدالله عبد الحميد " مدير المخيمات من مختلف الوطن العربى من لبنان وفلسطين بجزئيها المحتل والمحرر والعراق وسوريا من الأردن ومصر واليمن من الجزائر وتونس وليبيا من البحرين وموريتانيا تحت عنوان "القضية الفلسطينية فى الذكرى الستين للنكبة". داعيا شباب المخيم "عيشوا أيام الوحدة بمخيمكم وجسدوا حلما على أمل تحقيقه فى يوم من الأيام "، ولا تنسوا أن المقاومة هى سبيلنا لتحقيق الوحدة وحمايتها، والتى تعتبر ثقافة وجهدا إلى جانب الكفاح المسلح، وها هى تتلألأ فى سماء وطننا العربى من فلسطين الانتفاضة إلى العراق الأبى إلى لبنان الصمود إلى السودان المهدد بوحدته إلى الصومال الصامد إلى جولان العنفوان، فما أخد بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .
تركز برنامج المخيم فى محوره الثقافى بجلسات النقاش والحوار واللقاءات والمحاضرات على "القضية الفلسطينية فى الذكرى الستين للنكبة"، والتى تعرف الشباب عنها عن قرب بتجسدها على وجه مشاركى فلسطين الداخل، عرفنا معنى فقدان الهوية على وجه "مجد " "ليلى "" معتصم "" أمانى " " راوى "" بيروت " "عونى "، شباب حزب التجمع الوطنى الذى يترأسه المناضل الفلسطينى"عزمى بشاره"، عرفنا كيف يعيش عرب 48 داخل إسرائيل، كيف يحملون جواز سفر مزورا مكتوبا فيه الجنسية "إسرائيلى" .
"سجل أنا عربى " طلقة أطلقها شباب ال 48 كما سميناهم بالمخيم فى أول أيام مشاركتهم، مؤكدين على هويتهم الفلسطينية، "أنا مواطنة من الدرجة العاشرة داخل إسرائيل, أنا ضد الدمج مع الصهاينة, لما تتحرر البلاد أقبل اليهود فى دولتى" مصطلحات جديدة عرفتها على لسان رفيقتى الفلسطينية التى تحمل الجنسية الإسرائيلية وتناضل من أجل هويتها العربية "أمانى إبراهيم" ساعات قصيرة جمعتنا ولكنها غيرت فى الكثير.
عرفنا أيضا من خلال جلسات و محاضرات المخيم كيف يعيش الفلسطينيون فى سجن خلف قضبان الجدار العازل على لسان الشبيبة الفلسطنية من الضفة الغربية " نمر" "ميسون" "خالد" " ثورة "، باقى أعضاء الوفد الفلسطينى الذى كان ينقصه ليكتمل الشتات وفد من شباب غزة، والذى منع وصوله إلينا الحصار .
شباب المخيم متنوع،يتعدد يختلف باختلاف أفكاره وأقطاره وانتماءاته السياسية والفكرية. ضم المخيم حوالى 200 مشاركة ومشارك تتراوح أعمارهم بين 17 و 25 عاماً من مصر، المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا, موريتانيا، اليمن، البحرين، سوريا، لبنان، الأردن، بالإضافة إلى وفد الاحتلال، كما أطلقنا على رحلتهم الشاقة الفلسطينى القادم من الأرض المحتلة "الضفة _الداخل " والعراقى القادم من قلب بغداد متجسدا وجه " الصديق " "طيبة " " الحديثى " "احمد سلهم "، الذين وجهوا لى دعوة لزيارة العراق الأبى أفكر فى الاستجابة لها قريبا.
تمحورت المسابقات الثقافية بالمخيم حول المشروع النهضوى العربى الذى أعده مركز دراسات الوحدة العربية، وقد فاز بجوائزه "حنان "من لبنان و "خولة "من الجزائر بالإضافة إلى جوائز أفضل المشاركين، والتى فاز بها آيه الله "سالمان حرب" من لبنان و "زيدان دو" من الجزائر و" كريم كراون" من مصر، إلى جانب جوائز اللجان و التى فاز بها للثقافية "محمد ياسين " من المغرب، والفنية لعازف العود "طارق الخطيب " من شباب ال 48.
أما المحور الثانى من برنامج المخيم فهو سياحى شمل زيارة الأماكن الأثرية والتراثية والتاريخية فى المغرب، التى حفرنا فى كل منها ذكرى لن ينساها الوطن العربى بشبابه أبدا. هنا فى الرباط كنا نمشى مع النشطة "نعيمة الجزائرية " فى شوارع فاس كان دليلنا "عادل" و"أيوب" المغاربة، فى مكناس اشترينا الهدايا التذكارية مع "أمنية" المغربية، فى افران كنا نتنزه مع" زيدان" "شمس" "امين "من الجزائر، فى الطريق إلى طنجه جلسنا مع"حسان " "علاء" من سوريا، وتمشينا على شواطئ الأطلسى مع " ثرى" "معن " "عدوان" من الأردن، تجولنا فى تطوان مع المصراوية "مى " "ياسمين" "آيه " ...اسماء و جنسيات لشخصيات لم ولن أنساها أبدا.
لمعلوماتك:
◄مخيم الشباب القومى العربى ولدت فكرته فى آخر جلسات مؤتمر "الوحدة العربية تجاربها و توقعاتها" الذى نظمه مركز دراسات الوحدة العربية بالتعاون مع جامعة صنعاء خلال الفترة ما بين 5 إلى 8 سبتمبر 1988 باقتراح من المحلل السياسى اللبنانى "معن بشور" بإقامة منظمة لتنظيم مخيمات ورحلات للشباب فى أقطار الوطن العربى، وذلك لتحقيق التعارف و التفاعل فيما بينهم، فى ضوء تغذية أفكار الشباب بالمفاهيم الوحدوية القومية .
◄تجسدت الفكرة فى المؤتمر القومى العربى الأول الذى انعقد فى تونس عام 1990 تحت اسم "مخيم الشباب القومى العربى"، والذى انعقدت أولى دوراته فى لبنان من نفس العام بمركز عمر المختار فى البقاع، بالتزامن مع الذكرى الثامنة و الثلاثين لثورة يوليو .
وبعد سلسلة من المخيمات التى جابت الأقطار العربية استقرت الإدارة فى عام 1996 على تحويل المخيم إلى مؤسسة شبابية يتضمن برنامجها إلى جانب تنظيم المخيمات إقامة الندوات الفكرية و المؤتمرات الشبابية و الرحلات ما بين الأقطار العربية، وفى هذا الإطار تم تأسيس "ملتقى الشباب العربى" كمبادرة أهلية مستقلة لتنظيم أنشطة تحقق التفاعل بين الشباب العربى .
◄لجنة الأشراف على المخيم تألفت من: خير الدين حسيب و معن بشور و عبدالله المخلافى ومدير عام المخيمات عبدالله عبد الحميد .
◄أهداف المخيم: تنمية الروح القومية وتعميق روح المشاركة الجماعية و الوعى العلمى والتكنولوجى بين أبناء الجيل العربى الجديد، من خلال السعى لتحقيق التفاعل القومى بين الشباب العربى عبر تعزيز الأجواء الثقافية والفكرية على قاعدة الانتماء القومى و التوجه الوحدوى.
◄عقد المخيم على مدار ال17 سنة الماضية فى كل من لبنان _اليمن _الأردن _ تونس _لبنان _سوريا _المغرب _مصر _السودان _العراق _المغرب _لبنان _مصر_لبنان _ لبنان _الجزائر _مصر.
◄أشهر محاضرين المخيم: عبد الله عبد الدايم _ نادر الفرجانى _ ياسين سويد _ احمد فايق_احمد صدقى الدجانى _صالح ارشيدات_حمدين صباحى _امين اسكندر _عبد الاله بلقزيز _بشارة مرهج _خالد السفيانى _عبد الوهاب المسيرى _يوسف فضل حسن _ مجدى العزاوى _مراد القادرى _ميشال أده _على الدين هلال _وليد جنبلاط _جورج غالاوى _عبدالله بلخادم _ محمد السعيد ادريس _ نيفين مسعد .
نشيد المخيم
بلاد العرب أوطانى
بلاد العرب أوطانى من الشام لبغداد
ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان
فلا حد يباعدنا و لا دين يفرقنا
لسان الضاد يجمعنا بغسان و عدنان
لنا مدنية سلف سنحييها و إن دثرت
و لو فى وجهنا وقفت دهاة الإنس والجان
فهبوا يا بنى قومى إلى العلياء بالعلم
وغنوا يا بنى أمى بلاد العرب أوطانى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.